وظائف الأمعاء الدقيقة واستقصاء الامتصاص: فهم آليات الامتصاص وأهم الاختبارات المستخدمة لتشخيص مشاكل الامتصاص

استقصاء الامتصاص (Malabsorption Tests):

يهدف استقصاء الامتصاص إلى تحديد ما إذا كان الجسم يمتص العناصر الغذائية بشكل صحيح من الأمعاء الدقيقة. وهناك طرق قديمة وحديثة لهذا الاستقصاء، وهي:

الطرق القديمة لاستقصاء الامتصاص (لم تعد تستخدم بشكل روتيني):

1. اختبار امتصاص السكريات (D-xylose test):

  • يتم إعطاء سكر D-xylose عن طريق الفم، وهو سكر بسيط يمتص بسهولة في الأمعاء الدقيقة.
  • يتم قياس مستوى D-xylose في الدم بعد ساعتين أو في البول بعد 5 ساعات.
  • انخفاض مستوى D-xylose يشير إلى سوء امتصاص في الأمعاء الدقيقة.
  • مساوئ هذا الاختبار: وجود البكتيريا في الأمعاء الدقيقة قد يُحلل D-xylose، مما يُعطي نتيجة إيجابية خاطئة (أي يُشير إلى سوء امتصاص بينما لا يوجد). لهذا السبب، لم يعد هذا الاختبار يُستخدم بشكل روتيني.

2. اختبار امتصاص الدهون (Fecal fat test):

  • يتم إعطاء المريض نظامًا غذائيًا يحتوي على كمية محددة من الدهون (عادة 100 جرام) لمدة 3 أيام.
  • يتم جمع البراز خلال هذه الفترة وقياس كمية الدهون فيه.
  • زيادة كمية الدهون في البراز تشير إلى سوء امتصاص الدهون.
  • مساوئ هذا الاختبار: غير دقيق ويتأثر بعوامل كثيرة، مثل النظام الغذائي والتزام المريض. كما أنه غير مريح للمريض.

الطرق الحديثة والعملية لاستقصاء الامتصاص:

أصبح التشخيص يعتمد الآن على فحوصات أكثر تحديدًا ودقة، بدلًا من الاختبارات العامة مثل اختبار D-xylose واختبار الدهون في البراز.

1. زمن البروثرومبين (Prothrombin Time - PT):

  • يعكس زمن البروثرومبين كفاءة تخثر الدم، ويعتمد على فيتامين K.
  • سوء امتصاص فيتامين K يُؤدي إلى نقص عوامل التخثر التي تعتمد عليه، وبالتالي تطاول زمن البروثرومبين.
  • ميزة هذا الاختبار: بسيط ومتاح، ويُستخدم كدليل على سوء امتصاص الدهون والفيتامينات الذائبة في الدهون، وخاصة فيتامين K.

2. معايرة الكالسيوم (Calcium Level):

انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم قد يشير إلى سوء امتصاص الكالسيوم والفيتامين D، حيث أن الفيتامين D ضروري لامتصاص الكالسيوم.

3. اختبار شيلينغ (Schilling test) (استقصاء امتصاص فيتامين B12):

  • يُستخدم هذا الاختبار لتقييم امتصاص فيتامين B12.
  • يتم إعطاء جرعة من فيتامين B12 المُعلّم إشعاعيًا عن طريق الفم، ثم تُعطى جرعة أخرى من فيتامين B12 غير المُعلّم عن طريق الحقن العضلي (لإشباع مواقع الارتباط في الكبد).
  • يتم جمع البول لمدة 24 ساعة وقياس كمية فيتامين B12 المُعلّم فيه.
  • إذا كان امتصاص فيتامين B12 طبيعيًا، سيظهر جزء كبير منه في البول. أما إذا كان هناك مشكلة في الامتصاص، فسيكون مستوى فيتامين B12 المُعلّم في البول منخفضًا.
  • يُمكن إجراء مراحل إضافية من الاختبار لتحديد سبب سوء امتصاص فيتامين B12، مثل إضافة العامل الداخلي (intrinsic factor) أو المضادات الحيوية.
ملاحظة: أصبح استخدام هذا الاختبار أقل شيوعًا بسبب توفر فحوصات أكثر دقة مثل قياس مستوى فيتامين B12 في الدم وقياس الأجسام المضادة للعامل الداخلي.

فحوصات أخرى أكثر تحديدًا:

  • فحوصات الدم الخاصة بالأمراض: مثل فحص الأجسام المضادة للغلوتين في حالة الشك بالداء البطني (السيلياك)، أو فحوصات إنزيمات البنكرياس في حالة الشك بقصور البنكرياس.
  • التنظير الهضمي العلوي والسفلي مع أخذ خزعات: يُساعد على فحص الغشاء المخاطي للأمعاء وتشخيص أمراض مثل الداء البطني والتهاب الأمعاء.
  • اختبارات البراز النوعية: مثل اختبار إفراز الإيلاستاز البنكرياسي في البراز (fecal elastase-1) لتقييم وظيفة البنكرياس.
  • تصوير البطن بالأشعة أو الرنين المغناطيسي: يُساعد في الكشف عن مشاكل هيكلية في الأمعاء أو البنكرياس.

الخلاصة:

لم تعد الاختبارات القديمة مثل اختبار D-xylose واختبار الدهون في البراز تُستخدم بشكل روتيني. يعتمد التشخيص الآن على فحوصات أكثر تحديدًا ودقة، مثل زمن البروثرومبين، معايرة الكالسيوم، اختبار شيلينغ (بشكل أقل)، وفحوصات أخرى تُوجه حسب الاشتباه السريري. من المهم استشارة الطبيب لتحديد الفحوصات المناسبة بناءً على الأعراض والتاريخ المرضي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال