رفض الوالد الغسيل الكلوي لابنه الصغير.. التعارض بين إرادة الوالدين وإرادة الطبيب

إذا كان الطفل مصابا بالفشل الكلوي وقرر الطبيب أن الطفل بحاجة إلى الغسيل الكلوي بصفة مستعجلة لإنقاذ حياة الطفل ورفض والده ذلك فماذا يفعل الطبيب؟
التعارض بين إرادة الوالدين وإرادة الطبيب:
نحن بصدد مريض لا يستطيع التعبير عن إرادته بنفسه (إما لأنه صغير السن جدا، أو لأنه فاقد الوعي، أو لأنه ذو عاهة عقلية لا تمكنه من التعبير عن إرادته) ويريد الطبيب إخضاعه لعمل علاجي يراه ضروريا، ولكن الوالدين يرفضان هذا العمل.

والسؤال: هل يجب الاعتداد بإرادة الطبيب أم بإرادة الوالدين؟
لا جدال أن الرفض الصادر عن الوالدين لا تمليه دائما مصلحة المريض، فقد يرفضان العلاج نتيجة خوف غير مبرر على المريض، أو لأسباب مالية (كعدم القدرة على تحمل نفقات العلاج المقترح) أو حتى - في حالات نادرة - ربما يكون لمجرد التخلص من طفل معاق جدا.
وفي مثل هذه الظروف يمكن التساؤل عما إذا كان من الأفضل ترك الأمر للطبيب على اعتباره أفضل الحماة الطبيعيين للمريض، بحيث يكون من حقه، بل من واجبه أيضا أن يتخذ الإجراءات التي تفرضها ظروف المريض وحالته.
 فالطبيب ينبغي أن يكون حارسا على مصالح المريض، وأن يكفل له الحماية، عند اللزوم، ضد إهمال أو سوء نية أقاربه.
ولذلك، فإن إخضاع إرادة الوالدين لإرادة الطبيب يفترض توافر شرطين:
أن يكون الرفض الصادر من هؤلاء غير مبرر، وأن يكون هناك استعجال للقيام بالتدخل المطلوب.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال