الصمم الهستيري: اضطراب نفسي نادر يستلزم فهمًا عميقًا وتدخلاً علاجيًا متخصصًا ورمز للتعبير عن المعاناة النفسية

الصمم الهستيري: عندما يرفض العقل سماع الواقع

الصمم الهستيري Hysterical Deafness، أو الصمم التحولي، هو حالة طبية نفسية نادرة يفقد فيها الشخص القدرة على السمع بشكل مفاجئ دون وجود أي سبب عضوي أو تلف في الأذن. يُعتبر الصمم الهستيري آلية دفاعية لا شعورية يلجأ إليها الفرد للهروب من الواقع المؤلم الذي يهدد توازنه النفسي.

الأسباب:

السبب الرئيسي للصمم الهستيري هو التعرض لصدمة عاطفية قوية أو حدث جلل لا يستطيع الشخص تحمله أو استيعابه. قد يكون هذا الحدث مرتبطًا بفقدان شخص عزيز، أو التعرض لعنف أو اعتداء، أو حتى مشاهدة موقف صادم أو مؤلم للغاية.

الأعراض:

  • فقدان السمع المفاجئ والكلي أو الجزئي.
  • عدم وجود أي سبب عضوي أو تلف في الأذن يفسر فقدان السمع.
  • قد يصاحب الصمم الهستيري أعراض أخرى مثل فقدان الذاكرة، أو الشلل، أو صعوبة في الكلام.
  • قد يبدو الشخص المصاب بالصمم الهستيري غير مكترث لحالته، وهذا جزء من آلية الإنكار التي يستخدمها كدفاع عن نفسه.

التشخيص:

يعتمد تشخيص الصمم الهستيري على استبعاد أي أسباب عضوية لفقدان السمع، مثل مشاكل في الأذن الداخلية أو العصب السمعي. يتم إجراء فحوصات طبية شاملة للتأكد من سلامة الأذن ووظائفها. بعد ذلك، يتم تقييم الحالة النفسية للمريض للكشف عن وجود صدمة أو ضغط نفسي.

العلاج:

العلاج النفسي هو الحل الأمثل للصمم الهستيري. يهدف العلاج إلى مساعدة المريض على:
  • مواجهة الصدمة: استكشاف الحدث الصادم أو الضغط النفسي الذي أدى إلى الصمم الهستيري ومواجهته بطريقة صحية.
  • تطوير آليات دفاعية صحية: تعليم المريض آليات دفاعية أفضل للتعامل مع الصدمات والضغوط النفسية في المستقبل.
  • استعادة السمع: مع تحسن الحالة النفسية وتخفيف الصدمة، يبدأ السمع في العودة تدريجيًا.

مثال توضيحي:

الزوجة التي فقدت سمعها بعد اكتشاف خيانة زوجها لها، تمثل حالة كلاسيكية للصمم الهستيري. في هذه الحالة، فقدت الزوجة سمعها كطريقة للتعامل مع الصدمة الشديدة وعدم رغبتها في سماع المزيد من أكاذيب زوجها.

ملاحظات هامة:

  • الصمم الهستيري ليس له علاقة باضطراب التمثيل أو اضطراب الشخصية الهستيرية، على الرغم من وجود بعض التشابه في المصطلحات.
  • الصمم الهستيري يختلف عن التمارض، حيث أن الشخص المصاب بالصمم الهستيري لا يتظاهر بفقدان السمع عن قصد، بل هو فاقد له بالفعل نتيجة لصدمة نفسية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال