العمى الهستيري: آلية دفاعية معقدة في مواجهة الصدمات النفسية الحادة

العمى الهستيري: آلية دفاعية معقدة

العمى الهستيري أو العمى التحولي هو حالة طبية نفسية نادرة، حيث يفقد الشخص بصره بشكل مفاجئ نتيجة لصدمة انفعالية شديدة أو ضغط نفسي لا يحتمل. يُعتبر العمى الهستيري آلية دفاعية لا شعورية يلجأ إليها الفرد للهروب من الواقع المؤلم الذي يهدد توازنه النفسي.

الأسباب:

السبب الرئيسي للعمى الهستيري هو التعرض لصدمة عاطفية قوية أو حدث جلل لا يستطيع الشخص تحمله أو استيعابه. قد يكون هذا الحدث مرتبطًا بفقدان شخص عزيز، أو التعرض لعنف أو اعتداء، أو حتى مشاهدة موقف صادم أو مؤلم للغاية.

الأعراض:

  • فقدان البصر المفاجئ والكلي أو الجزئي.
  • عدم وجود أي سبب عضوي أو تلف في العين يفسر فقدان البصر.
  • قد يصاحب العمى الهستيري أعراض أخرى مثل فقدان الذاكرة، أو الشلل، أو صعوبة في الكلام.
  • قد يبدو الشخص المصاب بالعمى الهستيري غير مكترث لحالته، وهذا جزء من آلية الإنكار التي يستخدمها كدفاع عن نفسه.

التشخيص:

يعتمد تشخيص العمى الهستيري على استبعاد أي أسباب عضوية لفقدان البصر، مثل مشاكل في شبكية العين أو العصب البصري. يتم إجراء فحوصات طبية شاملة للتأكد من سلامة العين ووظائفها. بعد ذلك، يتم تقييم الحالة النفسية للمريض للكشف عن وجود صدمة أو ضغط نفسي.

العلاج:

العلاج النفسي هو الحل الأمثل للعمى الهستيري. يهدف العلاج إلى مساعدة المريض على:
  • مواجهة الصدمة: استكشاف الحدث الصادم أو الضغط النفسي الذي أدى إلى العمى الهستيري ومواجهته بطريقة صحية.
  • تطوير آليات دفاعية صحية: تعليم المريض آليات دفاعية أفضل للتعامل مع الصدمات والضغوط النفسية في المستقبل.
  • استعادة البصر: مع تحسن الحالة النفسية وتخفيف الصدمة، يبدأ البصر في العودة تدريجيًا.

أمثلة:

  • امرأة فقدت بصرها بعد رؤية زوجها يخونها مع صديقتها.
  • جندي أصيب بالعمى الهستيري بعد تعرضه لتفجير إرهابي.
  • طفل فقد بصره بعد وفاة والده بشكل مفاجئ.

ملاحظات هامة:

  • العمى الهستيري ليس له علاقة باضطراب التمثيل أو اضطراب الشخصية الهستيرية، على الرغم من وجود بعض التشابه في المصطلحات.
  • العمى الهستيري يختلف عن التمارض، حيث أن الشخص المصاب بالعمى الهستيري لا يتظاهر بفقدان البصر عن قصد، بل هو فاقد له بالفعل نتيجة لصدمة نفسية.
إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من العمى الهستيري، فمن الضروري طلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال