التخدير النخاعي وفوق الجافية: تأثيرهما على ضغط الدم، آليات حدوث نقص ضغط الدم، طرق التشخيص، وخيارات العلاج المتاحة

التخدير النخاعي وفوق الجافية: نظرة عامة

• التخدير النخاعي: يتم فيه حقن المخدر الموضعي مباشرة في السائل النخاعي المحيط بالحبل الشوكي. يؤدي ذلك إلى تخدير الجزء السفلي من الجسم، بما في ذلك البطن والحوض والساقين.
• التخدير فوق الجافية: يتم فيه حقن المخدر الموضعي في الفضاء فوق الجافوي، وهو الفضاء المحيط بالحبل الشوكي ولكن خارج الكيس الذي يحتوي على السائل النخاعي. يوفر هذا النوع من التخدير تخفيفًا للألم مع حركة أقل للأطراف مقارنة بالتخدير النخاعي.

لماذا يحدث نقص ضغط الدم؟

يحدث نقص ضغط الدم بعد التخدير النخاعي أو فوق الجافية نتيجة لعدة عوامل، أهمها:

• حصر الأعصاب الودية: يؤدي التخدير إلى حصر الأعصاب الودية، وهي جزء من الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يتحكم في وظائف الجسم اللاإرادية، مثل ضغط الدم وسرعة القلب. عندما يتم حصر هذه الأعصاب، تتوسع الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.
• نقص حجم الدم النسبي: نتيجة لتوسع الأوعية الدموية، ينخفض حجم الدم الفعال الذي يعود إلى القلب، مما يساهم في انخفاض ضغط الدم.
• تأثير المخدر الموضعي: قد يكون للمخدر الموضعي المستخدم في التخدير النخاعي أو فوق الجافية تأثير مباشر على عضلة القلب، مما يقلل من قوتها في ضخ الدم ويساهم في انخفاض ضغط الدم.

مضاعفات نقص ضغط الدم:

إذا لم يتم علاج نقص ضغط الدم بشكل فعال، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل:

• نقص تروية الأعضاء: قد لا تحصل الأعضاء الحيوية، مثل الدماغ والقلب والكليتين، على كمية كافية من الدم والأكسجين، مما قد يؤدي إلى تلفها.
• الإغماء: قد يشعر المريض بالدوار أو الدوخة وقد يفقد الوعي نتيجة لانخفاض تدفق الدم إلى الدماغ.
• توقف القلب: في حالات نادرة وشديدة، قد يؤدي نقص ضغط الدم الشديد إلى توقف القلب.

التدابير الوقائية:

لتقليل خطر نقص ضغط الدم بعد التخدير النخاعي أو فوق الجافية، يمكن اتخاذ بعض التدابير الوقائية، مثل:

• إعطاء السوائل الوريدية: قبل البدء في التخدير، يتم إعطاء المريض كمية كافية من السوائل الوريدية لتعويض أي نقص في حجم الدم.
• المراقبة الدقيقة: يجب مراقبة ضغط الدم وسرعة القلب ومستوى الأكسجين في الدم بشكل مستمر أثناء وبعد التخدير.
• تعديل جرعة المخدر: يجب على الطبيب تخدير تعديل جرعة المخدر الموضعي المستخدمة بحيث تكون كافية لتوفير التخدير المطلوب ولكنها لا تسبب انخفاضًا كبيرًا في ضغط الدم.

خلاصة:

يُعدّ نقص ضغط الدم من المضاعفات الشائعة للتخدير النخاعي وفوق الجافية، ولكن يمكن علاجه والوقاية منه باتخاذ الإجراءات المناسبة. يجب على الأطباء وفرق التخدير أن يكونوا على دراية بهذه المضاعفات وأن يكونوا مستعدين للتدخل الفوري إذا لزم الأمر.