السل (التدرن): مرض مزمن يهدد الإنسان والحيوان
السل (التدرن) هو مرض معدي مزمن يصيب الإنسان والحيوان على حد سواء، ويتميز بالتهاب خاص على شكل درنات تتكون في أنسجة الجسم المختلفة. هذه الدرنات تتحول في النهاية إلى التهاب تجبني، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة ووظائف الأعضاء المصابة.
مسببات مرض السل:
السبب الرئيسي لمرض السل هو الإصابة بأنواع معينة من البكتيريا تسمى المتفطرة السلية. هناك عدة أنواع من المتفطرة السلية، بما في ذلك:
- المتفطرة السلية البشرية: هي الأكثر شيوعاً وتسبب معظم حالات السل عند البشر.
- المتفطرة السلية البقرية: تصيب الأبقار والحيوانات الأخرى، ولكنها يمكن أن تنتقل أيضاً إلى البشر.
- المتفطرة السلية الطيرية: تصيب الطيور، ولكنها نادراً ما تسبب السل عند البشر.
طرق انتقال عدوى السل:
ينتقل مرض السل عادةً عن طريق الرهاز التنفسي، وذلك عندما يستنشق الشخص أو الحيوان قطرات صغيرة من الهواء الملوث ببكتيريا السل. هذه القطرات يمكن أن تنتشر عندما يسعل أو يعطس أو يتحدث شخص مصاب بالسل الرئوي.
طرق أخرى لانتقال العدوى تشمل:
- الجهاز الهضمي: عن طريق تناول طعام أو حليب ملوث ببكتيريا السل.
- الجلد: عن طريق الجروح أو الخدوش التي تتلوث بالبكتيريا.
- العدوى من الأم إلى الجنين: يمكن للأم الحامل المصابة بالسل أن تنقل العدوى إلى جنينها.
أعراض مرض السل:
تختلف أعراض مرض السل حسب مكان الإصابة، ولكن بشكل عام، تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- السعال المزمن: يستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع وقد يصاحبه بلغم دموي.
- الحمى: تكون خفيفة في البداية وتزداد تدريجياً.
- التعرق الليلي: يكون غزيراً ويحدث أثناء النوم.
- فقدان الوزن: يكون ملحوظاً وغير مبرر.
- التعب والإرهاق: يكون شديداً ويؤثر على النشاط اليومي.
- ألم في الصدر: يزداد مع السعال والتنفس العميق.
- ضيق في التنفس: يحدث في الحالات المتقدمة.
- تورم في الغدد الليمفاوية: خاصة في الرقبة والإبطين.
أنواع مرض السل:
يمكن تقسيم مرض السل إلى عدة أنواع حسب مكان الإصابة، بما في ذلك:
- السل الرئوي: هو الأكثر شيوعاً ويصيب الرئتين.
- السل خارج الرئة: يصيب أعضاء أخرى غير الرئتين، مثل الغدد الليمفاوية، والعظام، والمفاصل، والجهاز الهضمي، والجهاز العصبي، والجلد.
تشخيص مرض السل:
يعتمد تشخيص مرض السل على عدة عوامل، بما في ذلك:
- التاريخ الطبي والفحص البدني: يتم خلالهما البحث عن الأعراض والعلامات المميزة للمرض.
- الأشعة السينية للصدر: تستخدم للكشف عن وجود آفات في الرئتين.
- اختبار مانتو: هو اختبار جلدي يقيس استجابة الجسم لبكتيريا السل.
- فحص البلغم: يتم فحص البلغم تحت المجهر وزراعته للكشف عن وجود بكتيريا السل.
- فحوصات أخرى: قد تشمل فحص الدم، والخزعة من الأنسجة المصابة، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
علاج مرض السل:
يعالج مرض السل باستخدام المضادات الحيوية التي تقتل بكتيريا السل. يتكون العلاج عادةً من مجموعة من الأدوية التي يتم تناولها لمدة ستة أشهر أو أكثر. من المهم الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب بشكل كامل لمنع تطور المرض وتجنب ظهور مقاومة للأدوية.
الوقاية من مرض السل:
لتحقيق أفضل وقاية من مرض السل، يجب التركيز أولاً على منع انتشار السل الرئوي بشكل عام. وتشمل استراتيجيات الوقاية الفعالة:
- التطعيم: يعتبر التطعيم ضد السل (BCG) أداة هامة لتقليل خطر الإصابة بالمرض، وخاصةً للأطفال.
- الكشف المبكر والعلاج الفعال: إن الكشف المبكر عن حالات السل الرئوي وعلاجها الفعال يلعب دوراً حاسماً في الحد من انتشار المرض، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالسل الجلدي.
- النظافة الشخصية: إن اتباع ممارسات النظافة الشخصية الجيدة، مثل غسل اليدين بانتظام وتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين، يساهم بشكل كبير في الحد من انتشار المرض.
خلاصة:
السل مرض خطير يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجه بشكل فعال. من المهم التعرف على أعراض المرض والتشخيص المبكر والعلاج الفوري لمنع تطور المرض وتجنب المضاعفات.
التسميات
أمراض مشتركة