التنشيط بفقدان أو عطب المورثات الكابتة.. المورثات الكابحة للسرطان تصبح مورثات سرطانية نتيجة لحدوث طفرة تقضى على نشاطها

التنشيط بفقدان أو عطب المورثات الكابتة
Tumor Suppressor Gene
من المعروف بأن بعض الطفرات التي تحدث في بعض المورثات يعود مرة أخرى إلى الوضع الطبيعي ويزول تأثير الطفرة بعد ذلك. يتم ذلك عن طريق حصول طفرة ثانية في نفس موقع الطفرة الأولى.
تدعى مثل هذه الطفرات بالطفرات الراجعة Reversable mutations.
كما أن هناك طفرات ذات تخصص آخر حيث تقوم بعض الطفرات في السيطرة على طفرات أخرى سابقة لها وتدعى مثل هذه الطفرات بالطفرات الكابتة Suppressor mutations.
وقد تحصل الطفرات الكابتة على نفس المورث الطافر أو في موقع أخر بعيد عنه.
أن آلية الكبت التي تتم عن طريق هذه الطفرات غير مفهومه لحد الآن.
أما في السرطان فإنه هناك أدلة على وجود مورثات كابتة من نوع آخر تؤدي إلى كبت تحول الخلايا نحو السرطان.
إن أول ملاحظة سجلت حول هذه المورثات هي في تجارب تهجين الخلايا الجسمية حيث لوحظ بأن الإندماج بين خلايا طبيعية وخلايا سرطانية يؤدي إلى تكوين خلية هجينة حميدة مما يؤكد بأن السرطان هو صفه راجعه Recessive trait.
والمورثات الكابته للسرطان تعمل بطريقه مختلفه تماما عن المورثات السرطانية. فحينما يتم تحويل المورثات السرطانية الإبتدائية إلى مورثات سرطانية عن طريق طفره تزيد من نشاطها.
المورثات الكابحة للسرطان تصبح مورثات سرطانية نتيجه لحدوث طفرة تقضى على نشاطها، والنسخه الطبيعه الغير مطفره من المورثات الكابحه للسرطان تعمل كمثبط يمنع الخليه من الدخول الإنقسام الخلوي.
وكي تفقد المورثات الكابته للسرطان لنشاطها يجب أن يحصل فقد او طفور في كيلا الآليلين حيث أن المورثات الكابتة للسرطان تعمل كصفه متنحية وفقد أليل واحد يقل من نشاطها وفقداهما كليها يسبب إنعدام كامل لنشاطها.
ومن أشهر المورثات الكابته للسرطان المورث P53 ويسمى أيضاً الجين الإنتحاري Suicidal Gene.
ويوصف الـP53 بإن الوصي على الجينوم أو حارسه (Guardian of the Genome) لأنه يراقب العمليات التي تجري أثناء انقسام الخلية فاذا حصل تلف أو خلل في الـDNA أثناء الإنقسام يأمر الـP53 بقية الجينات الضالعة بالانقسام أن تتوقف حتى يصلح الخطأ، فيأمرها بعد تصحيح الخطأ بالإستمرار في الإنقسام، ولكن في بعض الحالات يكون التلف بالغا أو غير قابل للتصحيح، عندها يُنشط الجين P53  جينات أخرى ويأمرها بقتل الخليه.
وعندما يتشوه هذا الجين ويفقد وضيفته، تُفقد السيطره الوراثية على الإنقسام الذي يستمر، سواء أكان هناك تلف أم لا، فإذا كان هناك تلف واستمر الإنقسام تتولد الخلايا المشوهه ومن ثم السرطان.
ولقد وجد وجد هذا الجين مُطفر في أكثر من 50% من حالات السرطان.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال