الأمينوجليكوزيدات: خط الدفاع الأخير في مواجهة الالتهابات البكتيرية الشديدة: دورها الحيوي في علاج الالتهابات المستشفوية المقاومة للمضادات الحيوية

عائلة الأمينوجليكوزيدات: نظرة أعمق

كما ذكرنا سابقًا، تعتبر الأمينوجليكوزيدات من أهم المضادات الحيوية المستخدمة في مكافحة الالتهابات البكتيرية، خاصة تلك التي تسببها البكتيريا سالبة الغرام. في هذا الجزء، سنتعمق أكثر في خصائص هذه العائلة الدوائية، آليات عملها، استخداماتها، وآثارها الجانبية.

أهم الأمينوجليكوزيدات:

  • الجنتامايسين (Gentamicin): يستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الالتهابات البكتيرية، بما في ذلك التهابات المسالك البولية، والتهابات الجلد، والتهابات الجهاز التنفسي.
  • التوبرامايسين (Tobramycin): يستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية المقاومة للجنتامايسين، وخاصة الالتهابات التي تسببها بكتيريا السيودوموناس aeruginosa.
  • الأميكاسين (Amikacin): يستخدم كخط دفاع ثانٍ لعلاج الالتهابات البكتيرية المقاومة للأمينوجليكوزيدات الأخرى.

آلية عمل الأمينوجليكوزيدات:

  • الارتباط بالريبوسوم: تتغلغل الأمينوجليكوزيدات في الخلية البكتيرية وترتبط بشكل لا رجعة فيه بالوحدة الفرعية الصغيرة للريبوسوم.
  • تثبيط تخليق البروتين: يؤدي هذا الارتباط إلى تعطيل عملية ترجمة الشفرة الوراثية، وبالتالي يمنع تكون البروتينات الأساسية لنمو البكتيريا وتكاثرها.
  • تلف الغشاء الخلوي: بالإضافة إلى ذلك، تتسبب الأمينوجليكوزيدات في حدوث تغييرات في نفاذية غشاء الخلية البكتيرية، مما يؤدي إلى تسرب المواد الحيوية من الخلية وموتها.

طيف النشاط الجرثومي:

  • بكتيريا سالبة الغرام: تتميز الأمينوجليكوزيدات بفعالية عالية ضد معظم البكتيريا سالبة الغرام، مثل:
  1. السيدوموناس الزنجارية.
  2. الإشريكية القولونية.
  3. السالمونيلا.
  4. الكلبسيلا.
  • بكتيريا موجبة الغرام: فعاليتها أقل ضد البكتيريا موجبة الغرام، ولكنها قد تكون فعالة ضد بعض الأنواع، مثل:
  1. العقديات.
  2. المكورات العنقودية.

الاستخدامات العلاجية:

  • الالتهابات الشديدة: تستخدم الأمينوجليكوزيدات عادة لعلاج الالتهابات الشديدة التي تهدد الحياة، مثل:
  1. عدوى الدم (الإنتان).
  2. الالتهابات الرئوية المكتسبة من المستشفيات.
  3. الالتهابات البولية المعقدة.
  • الالتهابات التي تسببها بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية الأخرى: تستخدم الأمينوجليكوزيدات كخط دفاع ثانٍ لعلاج الالتهابات التي لا تستجيب للمضادات الحيوية الأخرى.
  • العلاج التآزري: غالبًا ما تستخدم الأمينوجليكوزيدات بشكل مجتمع مع مضادات حيوية أخرى، مثل بيتا لاكتامات، لتحسين الفعالية العلاجية.

الآثار الجانبية الشائعة:

  • السمية الكلوية: تعتبر السمية الكلوية من أخطر الآثار الجانبية للأمينوجليكوزيدات، وقد تتطور إلى فشل كلوي مزمن.
  • السمية العصبية: قد تسبب الأمينوجليكوزيدات تلفًا في الأعصاب السمعية والبصرية، مما يؤدي إلى فقدان السمع أو الرؤية.
  • الحساسية: قد تسبب الأمينوجليكوزيدات ردود فعل تحسسية، تتراوح من الطفح الجلدي إلى الصدمة التأقية.

الاحتياطات والتحذيرات:

  • وظائف الكلى والكبد: يجب تقييم وظائف الكلى والكبد قبل بدء العلاج بالأمينوجليكوزيدات ومراقبتها بانتظام أثناء العلاج.
  • التفاعلات الدوائية: قد تتفاعل الأمينوجليكوزيدات مع أدوية أخرى، مثل مدرار البول وحاصرات بيتا، مما قد يزيد من خطر الآثار الجانبية.
  • الحمل والرضاعة: يجب تجنب استخدام الأمينوجليكوزيدات أثناء الحمل والرضاعة إلا إذا كانت الفوائد تفوق المخاطر.
  • المقاومة البكتيرية: يجب استخدام الأمينوجليكوزيدات بحذر لتجنب ظهور سلالات بكتيرية مقاومة.

المستقبل:

على الرغم من أهمية الأمينوجليكوزيدات، إلا أن ظهور المقاومة البكتيرية يمثل تحديًا كبيرًا. يجري حاليًا البحث عن طرق جديدة لتقليل ظهور المقاومة البكتيرية وتحسين فعالية هذه الأدوية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال