التقنيات الحيوية.. زيادة الكفاءة التناسلية عبر الهرمونات التناسلية أو التغير الجيني في الحيوان. تحوير التركيب الوراثي للحيوان من أجل القيام بالإنتاج بشكل كبير وكفء

تعرف التقنيات الحيوية في الحيوان بأنها مجموعة من الأفعال التي تستعمل في الحيوان الحي وذلك لتطوير أو تحوير أو إنتاج منتج مهم، وذلك لتحقيق فائدة للحيوان أو الإنسان.

إن الأهداف المتوقعة للأبحاث في هذا المجال تتركز في:
- زيادة كفاءة تحويل العناصر الغذائية من العلف المقدم للحيوان.
- تحوير التركيب الوراثي للحيوان من أجل القيام بالإنتاج بشكل كبير وكفء.
- تشخيص الأمراض ومنعها ومعالجتها عند حدوثها.
- زيادة الكفاءة التناسلية عبر الهرمونات التناسلية أو التغير الجيني في الحيوان.

وكمثال على تحقيق الهدف الأول يتم في الوقت الحاضر إنتاج ترمس عالي بالكبريت بحيث تؤخذ هذه الجينات من بذور عباد الشمس لإنتاج الأحماض الأمينية المحتوية على الكبريت، وقد ثبت أن الأغنام التي غذيت على الترمس المعدل وراثياً قد نمت بشكل أسرع، كما أن إنتاج صوفها قد كان أكثر من الأغنام التي غذيت على الترمس العادي غير المعدل وراثياً.

أضف إلى ذلك فإنه تم إنتاج برسيم حجازي (فصة) معدلة وراثياً عالية بالتنينات لمنع حدوث النفاخ في النعاج المغذاة في المرعى على هذا البرسيم المعدل وراثياً.

أما بالنسبة للهدف الثاني فقد تم إنتاج عجلات معدلة وراثياً عام 2002 في أستراليا قادرة على إنتاج كميات أكبر من الحليب وقد تم زيادة نسبة البروتين إلى مستوى 3.5% وبحيث زادت نسبة البروتين المنتج في الحليب حوالي 10% نتيجة للتعديل الجيني للعجلات.
إن الأبقار التي عدلت وراثياً أنتجت كميات أكبر من الجبن.

لقد تم إضافة جين إضافي للنمو في الأغنام وقد نمت هذه الأغنام بشكل أكبر وأعطت إنتاج من العضلات ذات دهن منخفض ولكن مفاصلها وحوافرها عانت من النمو الزائد.

وقد طور الأستراليون حيوانات تعطي لحوماً أطرى في الأغنام "Tenderness"، وقد قام الأمريكيون بإنتاج أبقار تعطي حليباً أو لحوماً بإنتاج جيد من دهون أوميجا 3 والمتواجدة بكثرة عادة في زيت السمك وذلك لمنع أمراض القلب وتصلب الشرايين.

أما مقاومة الأمراض في الحيوان عن طريق التقنيات الحيوية فقد تم إنتاج لقاح لمقاومة انفلونزا الطيور والمتفشية في الدواجن في جنوب شرق آسيا وهذه الطعومات ستجرب مستقبلاً لحماية قطعان الدواجن. وتتم التجارب حالياً لإنتاج فيروسات معدلة وراثياً لمنع حدوث بعض الأمراض الفيروسية وتجريبها في المختبر قبل تطبيقها في الحقل.

ويتم حالياً إنتاج مجسات من الدنا (DNA probes) لكشف الأمراض قبل انتشارها وبالتالي المعالجة قبل حدوث الأمراض.

إن من أكثر التقدم الذي حدث عبر التقنية الحيوية في العلوم الزراعية هو التناسل في الحيوان وهو الهدف الرابع. إن التطور في التناسل قد أدى إلى زيادة معرفتنا بأهمية هذه التقنية في جميع نواحي الزراعة.

إن التقنيات الحيوية قد أدت إلى زيادة الكفاءة التناسلية في قطعان الأغنام والأبقار عبر مجالات عديدة.

ويمكن القول بأن المعرفة العلمية للتناسل والهرمونات التناسلية وما لحقها من التقنيات الحيوية (Biotechnology) أدت إلى إحداث ثورة عالمية في التقنيات الحيوية في محاولة لزيادة الكفاءة التناسلية في الحيوانات الزراعية، حيث أدت هذه المعرفة إلى زيادة كبيرة في التوأمة نتيجة زيادة معدل الإباضة لدى الإناث في الأغنام، كما أدت إلى استعمال تقنيات أخرى لإنتاج تناسل كفؤ في الإنتاج الحيواني.

بدأت هذه التقنية بالتلقيح الاصطناعي حيث انتشر استعمال التلقيح في أبقار الحليب ثم تبع ذلك تكنولوجيا تجميد السائل المنوي ولم تنجح تكنولوجيا التجميد في بقية أنواع الحيوانات كما نجحت في الأبقار علماً بأنها احتاجت وقتاً إضافياً للنجاح في الأغنام والماعز.

وقد استعمل تجميد القذفات المنوية بشكل هائل في التحسين الوراثي حيث تم اختيار ثيران بمواصفات ممتازة لتلقيح قطعان أبقار الحليب وقد نجحت هذه التكنولوجيا بشكل هائل في قطعان أبقار الحليب.

ومع تقدم هذه التقنيات الحيوية بتكنولوجيا نقل الأجنة ثم بتقسيم الأجنة في مرحلة البلاستومير ثم بإنضاج البويضات وتلقيحها خارج الرحم في حيوانات المزرعة ثم مرحلة التلاعب بالكروموسومات.

إن ثوراً واحداً قادر على تلقيح 100.000 بقرة في السنة، جاعلاً التقدم الوراثي للقطيع بشكل هائل. إن بقرة ممتازة قادرة على إنتاج 4-5 عجلات أو عجول طيلة حياتها ولكن وعبر زيادة عدد التبويض والتلقيح الصناعي ونقل الأجنة فإنها قادرة على إنتاج أعداد كبيرة من البويضات. 
أحدث أقدم

نموذج الاتصال