تعريف المصلحة.. عبارة في الأصل عن جلب منفعة أو دفع مضرة. وصفٌ للفعل يحصل به الصَّلاح

المَصْلَحَةُ في اللغة: مصدر بمعنى الصَّلاحُ، وهو ضد الفساد، يقال: صَلَحَ يَصْلَحُ ويَصْلُحُ  صَلاحاً وصُلُوحاً، وأصلحته فصلح، وأصلح أتى بالصلاح، وهو: الخير والصواب، وفي الأمر مصلحة: أي خير، والإصلاح نقيض الإفساد، والاستصلاح نقيض الاستفساد، وأَصلحَ الشيءَ بعد فسادهِ: أَقامَهُ.
والمَصْلَحَةُ: واحدةُ المصالحِ، وهي المنافع، والمصلحة كالمنَفْعَةِ وزناً ومعنى. والمنَفْعَةُ بمعنى: النَّفْع، والنَّفْعُ: الخير وهو ما يُتوصل به الإنسان إلى مطلوبه، والنَّفْعُ: ضد الضَّرِّ، يُقال: نَفَعَهُ يَنْفَعُهُ نَفْعاً وَمَنْفَعَةً، والمنَفْعَةُ: اسم ما انتُفِعَ  به.
ومعنى المَصْلَحَة في الاصطلاح يوافق معناها في اللغة، فإن المصلحة في اصطلاح الأصوليين: عبارة في الأصل عن جلب منفعة أو دفع مضرة، أو هي: وصفٌ للفعل يحصل به الصَّلاح، أي: النفع دائماً أو غالباً للجمهور أو للآحاد.
ورعاية المصلحة مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية التي جاءت بجلب المصالح، ودفع المفاسد، قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، فقد دلت الآية على أنه صلى الله عليه وسلم إنما جاء بالرحمة لجميع الخلق فيما تضمنه القرآن العظيم من الشرائع والأحكام مما هو سببٌ لسعادة الدارين، وفي الحديث المشهور أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا ضَرَرَ ولا ضِرَار)، والضَّرر هو الاسم، والضِّرَار: الفعل، والمعنى: أن الضرر نفسه منتفٍ في الشرع، وإدخال الضرر بغير حق كذلك، وقيل: الضرر : أن يضر بمن لا يضره، والضِّرار: أن يضر بمن قد أضر به على وجه غير جائز، وهذا الحديث قاعدة كبرى، ومبدأ عام في مراعاة المصالح بين الناس، وإغلاق جميع منافذ الضرر والفساد أمامهم حتى لا يبقى إلا كل ما فيه صلاحهم ونفعهم في دنياهم وآخرتهم. والمصالح التي عليها مدار التشريع السماوي ، وقصد الشارع الحكيم المحافظة عليها ثلاث مراتب:
الأولى: درء المفاسد، وهي المعروف عند الأصوليين بالضروريات، والتي لا بد منها في قيام مصالح الدين والدنيا، وهي: حماية الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال.
الثانية: جلب المصالح، وهو المعروف عند الأصوليين بالحاجيات، والتي يُفتقر إليها من حيث التوسعة، ورفع الضيق المؤدي في الغالب إلى الحرج والمشقة اللاحقة بفوت المطلوب.
الثالثة: الجري على مكارم الأخلاق، وأحسن العادات، وهو المعروف عند الأصوليين بالتحسينيات والتتميميات.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال