طور العظام.. جميع التركيبات الخارجية والداخلية الموجودة في الشخص البالغ تتخلق من الأسبوع الرابع وحتى الأسبوع الثامن من عمر الجنين

طور العظام:
وذلك بتشكل الجنين في هذا الطور على هيئة مخصوصة وإزالة صور المضغة عنه واكتسابه صورة جديدة، حيث يتخلق الهيكل العظمي الغضروفي، وتظهر أول مراكز التعظم في الهيكل الغضروفي في بداية الأسبوع السابع، فيتصلب البدن ويتميز الرأس من الجذع وتظهر الأطراف، قال ابن كثير في قوله تعالى: ﴿فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً﴾: يعني شكلناها ذات رأس ويدين ورجلين بعظامها وعصبها وعروقها.
وقال الشوكاني: أي جعلها الله سبحانه متصلبة لتكون عمودا للبدن على أشكال مخصوصة.
وقال الألوسي: وذلك التصيير بالتصليب بما يراد جعله عظاما من المضغة وهذا تصيير بحسب الوصف، وحقيقته إزالة الصورة الأولى عن المادة وإفاضة صورة أخرى عليها.
ثم يبدأ الجنين الطور الأخير من التخليق وهو طور كساء العظام باللحم، وفي هذا الطور يزاد تشكل الجنين على هيئة أخص، قال ابن كثير في قوله تعالى: ﴿فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً﴾: أي جعلنا على ذلك ما يستره ويشده ويقويه، وقال الشوكاني: أي أنبت الله سبحانه على كل عظم لحما على المقدار الذي يليق به ويناسبه وكذا قال غيرهم. وهذا يتوافق مع ما ثبت في علم الأجنة من أن العظام تخلق أولا ثم تكسى بالعضلات في نهاية الأسبوع السابع وخلال الأسبوع الثامن من تلقيح البييضة وبهذا تنتهي مرحلة التخليق حيث تكون جميع الأجهزة الخارجية والداخلية قد تشكلت ولكن في صورة مصغرة ودقيقة. وبنهاية الأسبوع الثامن تنتهي مرحلة التخليق والتي يسميها علماء الأجنة بالمرحلة الجنينية.
هذا وقد أكد علم الفحص بأجهزة الموجات فوق الصوتية أن جميع التركيبات الخارجية والداخلية الموجودة في الشخص البالغ تتخلق من الأسبوع الرابع وحتى الأسبوع الثامن من عمر الجنين، كما يمكن أن ترى جميع أعضاء الجنين بهذه الأجهزة خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
ثم يبدأ الجنين بعد الأسبوع الثامن مرحلة أخرى مختلفة يسميها علماء الأجنة بالمرحلة الحميلية، ويسميها القرآن الكريم: مرحلة النشأة خلقا آخر. ولذلك يعتبر طور كساء العظام باللحم الحد الفاصل بين المرحلة الجنينية والحميلية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال