الترغيب في النكاح.. النسل وإنجاب الأولاد الصالحين للإبقاء على الجنس البشري المُستخلف في الأرض لعمارتها بالعبادة والإصلاح

أمر الإسلام بالنكاح، ودعا إليه، ورغَّب فيه؛ لأنه وسيلة إلى غايةٍ ساميةٍ، ومقصودٍ شرعيٍ عظيمٍ، وهو: النسل، وإنجاب الأولاد الصالحين؛ للإبقاء على الجنس البشري المُستخلف في الأرض لعمارتها بالعبادة والإصلاح، تحقيقاً لمراد الله عز وجل في قوله:(وماخلقت الجن والأنس إلا ليعبدون)، وقوله سبحانه وتعالى: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)، فإن من أهم مقاصد النكاح : النسل ـ بالإضافةِ إلى ما فيه من العفاف بغض البصر، وإحصان الفرج ـ ؛ ولهذا أمر الله تعالى بالنكاح، فقال: (وأَنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم)، وقال عز وجل: (فانكِحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثُلاث ورُباع)، وبيَّن سبحانه وتعالى أن النكاح من سنن المرسلين للترغيب فيه، فقال تعالى: (ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية).
كذلك ثبت في السنة النبوية الأمر بالتزوج، وأنه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن التبتل ـ وهو: الانقطاع عن النساء وترك النكاح انقطاعاً إلى عبادة الله ـ منهيٌ عنه، ومخالفٌ لهدي الإسلام، فقد قال النبي الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم: (يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج) متفق عليه، وفي الحديث المتفق عليه: (أراد عثمان بن مظعون رضي الله عنه أن يتبتل فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ولمَّا عزم بعض الصحابة رضي الله عنهم على ترك الزواج، وعزم بعضهم على ترك النوم، وبعضهم على ترك الفطر أنكر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ذلك، وقال: (أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأُفطر، وأُصلي وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سُنتي فليس مني) متفق عليه.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال