مراحل تخلق الجنين في السنة النبوية: توافق مذهل بين العلم الحديث والنصوص النبوية الشريفة

مراحل تخلق الجنين كما وردت في السنة النبوية:

تُعدّ الأحاديث النبوية الشريفة التي تتناول مراحل تخلق الجنين من أدق وأبلغ ما وصل إلينا من وصف لهذه العملية المعقدة، حيث تتطابق بشكل مذهل مع ما توصل إليه العلم الحديث في هذا المجال.

1. الحديث الأول: مراحل التخلق الأربعينية

  • نص الحديث: روى الإمام مسلم بسنده عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح . ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه و أجله وعمله وشقي أو سعيد" رواه مسلم.

تفسير الحديث:

  • "يجمع خلقه": يشير إلى عملية انقسام وتكاثر الخلايا الجنينية السريع والمتفرق، ثم تجمع خلايا كل عضو لتكوين براعم أولية.
  • "علقة": هي المرحلة التي يعلق فيها الجنين بجدار الرحم، وتتميز بتطور الأوعية الدموية.
  • "مضغة": هي المرحلة التي يصبح فيها الجنين قطعة لحم صغيرة، وتبدأ فيها الأعضاء بالتخلق.
  • "ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح": يشير إلى نفخ الروح في الجنين بعد اكتمال تخلقه.
  • "ويؤمر بأربع كلمات": يشير إلى تقدير رزق الجنين وأجله وعمله وشقاوته أو سعادته.

الدقة العلمية:

  • يتطابق وصف الحديث لمراحل التخلق مع مراحل النمو الجنيني التي يصفها علم الأجنة الحديث.
  • يشير الحديث إلى أن مراحل النطفة والعلقة والمضغة تكتمل خلال الأربعين يوما الأولى، وهو ما يتوافق مع التطورات التي تحدث في هذه الفترة.
  • "في ذلك" التي وردت في الحديث، تشير إلى الاربعين يومًا، أي أن كل مرحلة تقع خلال هذه المدة.

"جمع الخلق":

  • إن كلمة جمع في اللغة تعني: جمع الشيء عن تفرقه.
  • قال ابن حجر: والمراد بالجمع ضم الشيء بعضه إلى بعض بعد الانتشار.
  • فإن هذه العبارة النبوية غاية في الدقة العلمية، حيث يمكن استنتاج أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار بها إلى انقسام وتكاثر الخلايا الجنينية الهائل والسريع وفي اتجاهات متفرقة، وعلى تمايز هذه الخلايا في طور العلقة، ثم تجمع خلايا كل عضو من أعضاء الجنين ليتم تكونه وتخلقه في طور المضغة في صورة براعم أولية.

2. الحديث الثاني: مرحلة التصوير والتخلق

  • نص الحديث: روى الإمام مسلم بسنده عن حذيفة بن أسيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث الله إليها ملكا، فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها و لحمها وعظامها، ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك" رواه مسلم.

تفسير الحديث:

  • يشير الحديث إلى أن الجنين بعد اليوم الثاني والأربعين يبدأ في اكتساب صورته الإنسانية، وتتخلق أجهزته بشكل كامل.
  • "فصورها": يشير إلى تشكل الأعضاء وتمايزها.
  • يشير إلى أن تشكل الجنين بتصويره وخلق سمعه وبصره وجلده ولحمه وعظامه وتمايز أعضائه الجنسية لا يحدث إلا بعد اليوم الثاني والأربعين.

الدقة العلمية:

  • يتوافق هذا الحديث مع حقيقة أن الجنين قبل اليوم الثاني والأربعين لا يمكن تمييز صورته الإنسانية.
  • كما يتوافق مع حقيقة أن تخلق الأجهزة الحيوية للجنين يكتمل بعد هذه الفترة.

التوافق بين السنة النبوية والعلم الحديث

تُظهر الأحاديث النبوية الشريفة توافقًا مذهلًا مع ما توصل إليه العلم الحديث في مجال علم الأجنة. وهذا التوافق يُعدّ دليلًا قاطعًا على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى أن القرآن الكريم والسنة النبوية هما مصدران للحقائق العلمية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال