الحد من انتشار الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية داخل المنشآت الصحية.. عدم القدرة على استكمال العلاج بالمضادات الحيوية للفترة المطلوبة

تحد المضادات الحيوية من انتشار العدوى ويبرز دورها في علاج المرضى الذين ثبت أو يحتمل إصابتهم بالعدوى.

ولعل الهدف يكمن في وصف مضاد حيوي مؤثر وقليل التكلفة بجرعات تكفي للقضاء على الميكروب المعدي. وتستخدم المضادات الحيوية على نطاق واسع، حيث أنها تسهم بحوالي 35% من الوصفات الدوائية الصادرة من منشآت الرعاية الصحية.

إن الإكثار من استعمال المضادات الحيوية لا يؤدي فقط إلى مجرد مقاومة البكتريا لنفس المضاد الحيوي بل يمتد الأمر ليشمل قائمة المضادات الحيوية من نفس الفئة أو المجموعة.

ويعتبر سوء استخدام المضادات الحيوية أمراً مكلفاً حيث أنه يؤدي إلى أن تصبح الميكروبات الموجودة في محيط منشآت الرعاية الصحية مقاومةً للمضادات الحيوية.

و ينتج عن ذلك أيضاً أن يصبح بعض المرضى حاضنين لمستعمرات الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية والتي تمثل مصدراً لانتقال العدوى إلى مجموعة أخرى من المرضى داخل المنشأة الصحية.

وحينما تنتشر عدوى الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية ترتفع آنذاك نسبة الوفيات، خاصة بين المرضى المصابين بأمراض أخرى تؤثر في مناعتهم أو المصابين بفشل في وظائف الكثير من أعضاء الجسم.

وتعمل منشأة الرعاية الصحية على تضخيم حجم هذه السلالات من الميكروبات بسبب استخدام المضادات الحيوية على نطاق واسع.

ويعتبر العامل المؤثر على انتشار الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية هو سوء استخدام تلك العقاقير في المنشآت الصحية أو على مستوى الأفراد.

وفي الدول القليلة الموارد يصعب التحكم في مقاومة هذه الميكروبات للمضادات الحيوية بسبب عدم وضع ضوابط في الحصول على المضادات الحيوية.

بالإضافة إلى ما سبق، فإن هناك عدة عوامل أخرى تؤدي إلى زيادة انتقاء هذه السلالات وانتشارها في كافة الدول، منها عدم القدرة على استكمال العلاج بالمضادات الحيوية للفترة المطلوبة، وعدم العناية بالصحة العامة في منشآت الرعاية الصحية والازدحام بالإضافة إلى نقص الموارد والعاملين اللازمين لتطبيق برامج مكافحة العدوى داخل منشآت الرعاية الصحية.

ومع ذلك فإن الدول الأخرى الغنية والتي تنفق قدراً كبيراً من الموارد للنهوض بالرعاية الصحية ليست بمنأى عن الإصابة بعدوى الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية.

تتميز الفلورا الطبيعية بدورها الواقي ولكن حينما يتم تعاطي المضادات الحيوية فإنها تقضي على سلالات البكتريا الطبيعية الغير مقاومة للمضادات الحيوية ويحل محلها أنواع أخرى من السلالات التي تقاوم الكثير من مجموعات المضادات الحيوية المختلفة.

وغالباً ما يحدث ذلك في مجرى الجهاز الهضمي الذي يحمل معظم البكتريا ومن ثم يحمل البراز أنواع عديدة من البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية، وتنتقل هذه البكتريا بسهولة من مريض لآخر في محيط المستشفى بواسطة أيدي العاملين والمباول والقصاري (أدوات االمفرغات البرازية) وغيرها من المعدات غير المعقمة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال