لم يتوسع ابن سينا بشكل كبير في مراحل ومدد تخلق الجنين في كتاب القانون إلا أنه كان دقيقا فيما ذكره عن هذا الموضوع فيشرح ذلك بالتفصيل ويبين كيف يتحول المني إلى الحالة الزبدية لأن المني برأي يحمل داخله القوة الروحية والتصويرية فيتشكل القلب في البداية ثم يليه الكبد وتتشكل السرة:
"إذا اشتملت الرحم على المني فإن أول الأحوال أن تحدث هناك زبدية المني وهو من فعل القوة المصورة, والحقيقة من حال تلك الزبدية تحريك من القوة المصورة لما كان في المني من الروح النفساني والطبيعي والحيواني إلى معدن كل واحد منها ليستقر فيه ويتخلّق ذلك العضو منه على الوجه الذي أوضحناه وبيناه في كتب الأصول ولذلك يوجد النفخ كله يندفع إلى وسط الرطوبة إعداداً لمكان القلب ثم يكون عن جانبه الأيمن وجانبه الأعلى نفخان كالمتسعين منه يماسانه إلى حين ثم يتنحيان عنه ويتميزان ويصير الأولى علقة للقلب والأيمن علقة للكبد ويمتلئ الآخر من دم إلى بياض وينفذ إلى ظاهر الرطوبة المبثوثة نفذ نفخ ريحي يثقبه لينال منه المدد من الرحم من الروح والدم وتتخلق السرة."
"يبتدئ تنحي الأعضاء بعضها عن بعض وتليها الوشائح العلوية وتكون الأطراف قد تخططت ولم تنفصل تمام الانفصال وأوعيتها ثم إلى أن تتكون الأطراف ولكل استحالة أو استحالتين مدة موقوف عليها وليس ذلك مما لا يختلف ومع ذلك فإنها تختلف في الذكران والإناث من الأجنة وهى في الإناث أبطأ وابتداء الخطوط والنقط بعد بثلاثة أيام أخرى فتكون تسعة أيام من الابتداء وقد يتقدم يوماً أو يتأخر يوماً ثم بعد ستة أيام أخرى يكون الخامس عشر من العلوق تنفذ الدموية في الجميع فتصير علقة وربما تقدّم يوماً أو يومين وبعد ذلك بإثني عشر يوماً تصير الرطوبة لحماً وقد تميزت قطع لحم وتميزت الأعضاء الثلاثة تميزاً ظاهراً وقد تنحى بعضها عن مماسة بعض وامتدت رطوبة النخاع وربما تأخر أو تقدم بيومين أو ثلاثة ثم بعد تسعة أيام تنفصل الرأس عن المنكبين والأطراف عن الضلوع والبطن تميزاً يحس في بعضهم ويخفى في بعض حتى يحسّ بعد ذلك بأربعة أيام تكملة الأربعين يوماً ويتأخر في النادر إلى خمسة وأربعين يوماً والأقلّ في ذلك ثلاثون يوماً".
يذكر ابن سينا المدد الزمنية التي يتخلق فيها الجنين الذكر واختلافه عن تكون الأنثى حيث يقول:
"والذكر أسرع في ذلك كله من الأنثى ويشبه أن يكون أقلّ مدة تصوّر الذكران ثلاثين يوماً".
ويبين الجدول التالي أوقات مراحل تخلق الجنين:
ويذكر ابن سينا الأغشية التي تحيط بالجنين ووظيفة كل منها:
"إذا اشتملت الرحم على المني فإن أول الأحوال أن تحدث هناك زبدية المني وهو من فعل القوة المصورة, والحقيقة من حال تلك الزبدية تحريك من القوة المصورة لما كان في المني من الروح النفساني والطبيعي والحيواني إلى معدن كل واحد منها ليستقر فيه ويتخلّق ذلك العضو منه على الوجه الذي أوضحناه وبيناه في كتب الأصول ولذلك يوجد النفخ كله يندفع إلى وسط الرطوبة إعداداً لمكان القلب ثم يكون عن جانبه الأيمن وجانبه الأعلى نفخان كالمتسعين منه يماسانه إلى حين ثم يتنحيان عنه ويتميزان ويصير الأولى علقة للقلب والأيمن علقة للكبد ويمتلئ الآخر من دم إلى بياض وينفذ إلى ظاهر الرطوبة المبثوثة نفذ نفخ ريحي يثقبه لينال منه المدد من الرحم من الروح والدم وتتخلق السرة."
"يبتدئ تنحي الأعضاء بعضها عن بعض وتليها الوشائح العلوية وتكون الأطراف قد تخططت ولم تنفصل تمام الانفصال وأوعيتها ثم إلى أن تتكون الأطراف ولكل استحالة أو استحالتين مدة موقوف عليها وليس ذلك مما لا يختلف ومع ذلك فإنها تختلف في الذكران والإناث من الأجنة وهى في الإناث أبطأ وابتداء الخطوط والنقط بعد بثلاثة أيام أخرى فتكون تسعة أيام من الابتداء وقد يتقدم يوماً أو يتأخر يوماً ثم بعد ستة أيام أخرى يكون الخامس عشر من العلوق تنفذ الدموية في الجميع فتصير علقة وربما تقدّم يوماً أو يومين وبعد ذلك بإثني عشر يوماً تصير الرطوبة لحماً وقد تميزت قطع لحم وتميزت الأعضاء الثلاثة تميزاً ظاهراً وقد تنحى بعضها عن مماسة بعض وامتدت رطوبة النخاع وربما تأخر أو تقدم بيومين أو ثلاثة ثم بعد تسعة أيام تنفصل الرأس عن المنكبين والأطراف عن الضلوع والبطن تميزاً يحس في بعضهم ويخفى في بعض حتى يحسّ بعد ذلك بأربعة أيام تكملة الأربعين يوماً ويتأخر في النادر إلى خمسة وأربعين يوماً والأقلّ في ذلك ثلاثون يوماً".
يذكر ابن سينا المدد الزمنية التي يتخلق فيها الجنين الذكر واختلافه عن تكون الأنثى حيث يقول:
"والذكر أسرع في ذلك كله من الأنثى ويشبه أن يكون أقلّ مدة تصوّر الذكران ثلاثين يوماً".
ويبين الجدول التالي أوقات مراحل تخلق الجنين:
الحالة الرغوية
|
الحالة الدموية
|
الحالة اللحمية
|
تصور الجنين
|
تحرك الجنين
|
الولادة
|
|
المدة/يوم
|
6-7
|
15
|
27
|
35
|
70
|
210
|
المدة/يوم
|
16
|
45
|
90
|
270
|
ويذكر ابن سينا الأغشية التي تحيط بالجنين ووظيفة كل منها:
"والجنين تحيط به أغشية ثلاثة المشيمة وهو الغشاء المحيط به وفيه تنتسج العروق المتأدية ضواربها إلى عرقين وسواكنها إلى عرقين والثاني يسمى فلاس وهو اللفائفي وينصب إليه بول الجنين والثالث يقال له أنفس وهو مفيض العرق ولم يحتج إلى وعاء آخر لفضل البراز إذ كان ما يغتذى به رقيقاً لا صلابة له ولا ثفل إنما تنفصل منه مائية بول أو عرق.".
التسميات
حمل