الأعراض السالبة للفصام.. التعبير عن خلل وظيفي يجعل من الصعب اعتبارها أعراضا مرضية

عادة ما يساء فهم الأعراض السالبة للفصام من الآخرين على أنها تدل علي الكسل أو التصرف السيئ المقصود به مضايقة الآخرين بدلا من النظر إليها علي أنها تشكل جزءا من أعراض المرض.
ويساهم سوء التأويل هذا، بدرجة كبيرة، في الصورة السلبية والوصمة التي تصاحب مرض الفصام.
ولتقييم الأعراض السالبة التي لا تكون مصحوبة بأعراض موجبة، يجب علي الطبيب تقييم ما تغير من سلوك المريض عما سبق.
وعلى الرغم من أن الأعراض السالبة التي تحدث في غياب أعراض موجبة عادة ما يتم تجاهلها، إلا أن المصاب بالأعراض السالبة فقط يحتاج أيضا إلي العلاج.
وفي المجتمعات التي يكون فيها التفاعل الاجتماعي الغزير والقوي هو الطبيعي (مثل معظم المجتمعات الغربية)، فإن وجود أعراض سالبة يؤدي إلى الوصمة بصفة خاصة.
ومن الأهمية بمكان وضع الخلفية الثقافية في الاعتبار عند تقييم الأعراض السالبة ومضاعفاتها.
على العكس من الأعراض الموجبة فإن الأعراض السالبة تمثل خللا وظيفيا أكثر دقة مما يجعل من الصعب، في العادة، اعتبارها أعراضا مرضية.
وفي بعض الأحيان يساء تأويل الأعراض السالبة من أفراد أسرة المريض أو الآخرين كعلامات" للكسل" فعلي سبيل المثال، إذا أبدى المريض عدم الاهتمام أو الحماس لمظهره الشخصي، فإنهم قد يفكرون انه كسول جدا فقط حتى يعطي الموضوع أهمية، أو يتعمد إهمال مظهره ليسبب الضيق للعائلة.
من الممكن أن تحدث الأعراض السالبة نتيجة للاكتئاب (الذي قد يحدث في نفس وقت الفصام) أو نتيجة لوسط لا يساعد على التنبيه (مثل البقاء داخل مستشفي لمدة طويلة)، أو قد يمثل في الحقيقة أعراضا جانبية لبعض الأدوية المضادة للذهان.
من الصعب القول بأن الأعراض السالبة جزءا من مرض الفصام نفسه أو هي نتيجة لمشاكل أخري.
تعتمد قدرة المصاب على العمل والتفاعل مع الآخرين والعناية بنفسه، أثناء فترة النقاهة، اعتمادا كبيرا علي شدة الأعراض السالبة المتبقية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال