مرحلة النشأة خلقًا آخر: اكتمال نمو الأعضاء والأجهزة واكتساب الجنين لصورته الشخصية

مرحلة النشأة خلقا آخر:

مرحلة "النشأة خلقًا آخر" تمثل ذروة الإعجاز الإلهي في تكوين الإنسان، فهي المرحلة التي يتحول فيها الجنين من مجرد كائن حي إلى كائن بشري متكامل، يحمل في طياته ملامح شخصيته الفريدة. هذه المرحلة، التي تبدأ في الأسبوع التاسع من الحمل وتستمر حتى نهايته، تشهد تحولات جذرية في نمو الأعضاء والأجهزة، وتتوج بنفخ الروح، وفقًا لجمهور المفسرين. في هذه الرحلة المدهشة، يتجلى الإبداع الإلهي في أدق تفاصيل الخلق، حيث يتم تشكيل الإنسان في "أحسن تقويم"، كما وصفه القرآن الكريم.

بداية المرحلة وخصائصها:

• تبدأ هذه المرحلة في الأسبوع التاسع من الحمل، وتستمر حتى نهاية الحمل.
• خلال هذه المرحلة، ينمو الجنين ببطء في البداية (حتى الأسبوع الثاني عشر)، ثم ينمو بسرعة كبيرة بعد ذلك.
• من أهم خصائص هذه المرحلة:

1. تطور ونمو أعضاء وأجهزة الجنين، وتهيئتها للقيام بوظائفها.
2. نفخ الروح في الجنين، وفقًا لجمهور المفسرين.
3. تغيرات في مقاييس الجسم، واكتساب الجنين لصورته الشخصية.

تفسير الآيات القرآنية:

• يشير القرآن الكريم إلى هذه المرحلة في قوله تعالى: "ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" (المؤمنون: 14).
• وقوله تعالى: "الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ" (الانفطار: 7-8).

1. "فسواك" تعني جعل الشيء مستوياً ومستقيماً ومهيئاً لأداء شيء محدد.
2. "فعدلك" تعني تغير الشكل والهيئة لتكوين شيء محدد.
3. "صورة" تعني هيئة أو شكل.

• فسر العلماء هذه الآيات بأنها تشير إلى التغيرات الكبيرة التي تحدث في شكل الجنين وأعضائه خلال هذه المرحلة، واكتسابه لصورته الشخصية.

التوافق مع علم الأجنة:

• يتوافق ما ذكره القرآن الكريم مع ما قررته حقائق علم الأجنة، حيث تبدأ التسوية عقب عملية الخلق في المرحلة الحميلية (بعد الأسبوع الثامن).
• خلال هذه المرحلة، يستقيم الجنين وتتهيأ الأعضاء لأداء وظائفها.
• كما أن العلم الحديث يؤكد أن الجنين يكتسب ملامحه وشكله النهائي خلال هذه المرحلة.

أهمية مرحلة النشأة:

• تعتبر هذه المرحلة حاسمة في تكوين الجنين، حيث يتم فيها اكتمال نمو الأعضاء والأجهزة، وتجهيزها للحياة خارج الرحم.
• كما أن اكتساب الجنين لصورته الشخصية يجعله كائنًا فريدًا ومتميزًا.

خلاصة:

مرحلة "النشأة خلقًا آخر" هي مرحلة التطور النهائي للجنين، حيث يكتمل نمو أعضائه وأجهزته، ويكتسب صورته الشخصية، ويصبح جاهزًا للحياة خارج الرحم.