شفاء الجسد والفكر والروح عن طريق العناصر الخمسة

إن أكثر حلم مشترك بين الناس هو تحقيق حياة عاطفية سعيدة ومُرضية...
وبالرغم من ذلك، يبدو أنه كلما حاولنا بجهد أكبر تحقيق هذا، حصلنا على نتائج أقل وعكس ما نتوقع...

فكيف لنا أن نستعيد عملياً تلك السعادة العنيدة المختفية، التي اختبرناها خلال طفولتنا؟  
ما هي علاقة المشاعر والانفعالات والعواطف بالشفاء، واستعادة الصحة الجسدية والنفسية والروحية؟

إن الانفعالات هي السبب الجذري لكثير من الأمراض والحالات غير المتوازنة في جسدنا... فالغضب، الخوف والشعور بالدونيّة مثلاً، تضعف جسدنا المادي، وتسبب حالات من التصلب والأوجاع والاضطراب في حياتنا اليومية، والتي في النهاية تسبب حالات أكثر خطورة مثل الأورام والأمراض السرطانية إذا لم نستطع شفاءها.

يمرض الناس لعدة أسباب، لكن علينا أن ننتبه أن كل حالة مرض هي رسالة تخبرنا أننا نهمل بعض نواحي نفسيتنا، وتغيير تفكيرنا وحياتنا ضروري الآن.

في عملية الشفاء الحقيقي والصادق، علينا أيضاً أن نهتم بأجسادنا الباطنية الفكرية والعاطفية والروحية، إضافةً إلى جسدنا المادي...
الانفعالات والعواطف هي أحجار البناء الأساسية التي نبني عليها حياتنا،
لذلك يمكن أن تلهمنا وتدعمنا، أو تعيقنا وتدمرنا...

وهكذا نجد أن المتعة والغبطة والسعادة، تماشياً مع الغضب والخوف والارتباك والشعور بعدم الجدارة، تجعل منا إنساناً كاملاً متكاملاً...
لكن "الانفعالات المقيِّدة" تجعلنا عالقين بإدراك وفهم مزيف لأنفسنا.

الخوف يسبب دماراً رهيباً للعلاقات، والأعمال والمال ويمنع كل النجاحات... والإصابة بالبرد مثلاً، هي نتيجة مباشرة للاضطراب العاطفي بينما تراكم السموم في الجسم يسبب الغضب.
الانفعالات والمعتقدات أيضاً تحجب عنا ذاتنا المقدسة والألوهية داخلنا...

وعندما نستكشف داخلنا وتبدأ رحلتنا الروحية، من الضروري أيضاً أن ندرك هذه الانفعالات ونعترف بوجودها، ثم نتحرر من كل القيود بأشكالها، كالغضب والخوف والإنكار والكفر...

هذه الخطوة إلى الجلوة تحتاج شجاعة وثقة أكثر فأكثر، كلما تعمقنا في استكشاف العوالم الداخلية لأنفسنا وكيف تجري الأمور هناك.

العالم المحيط بنا يتغير باستمرار، وهناك حاجة ملحة اضطرارية لتغيير وإصلاح أنفسنا... الظروف الخارجية ستحمل المزيد من الخوف، والذي منذ الآن وصل إلى درجة مرتفعة... الغضب والارتباك والشك يزداد وكلها تبني مجتمع على وشك الانفجار بالدمار... وآن أوان التغيير...
لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم...

كيف نميز ونحدد "الانفعالات المقيِدة" ؟ 

انظر إلى أصدقائك وأفراد عائلتك كمرآة لك، أو كانعكاس لوجهك في بحيرة ساكنة... الشيء الذي تراه في الآخر ويزعجك أو يغضبك، هو فعلياً جزء من نفسك لم يتم شفاؤه ومحبته بعد.

لذلك أقترح أن تراقب انتقاداتك لأعز أصدقائك، ثم أعد توجيهها كلها إلى نفسك.
إن هذا التمرين سيعطيك فرصة لمشاهدة قضايا الانفعالات المقيِّدة عندك...

فاسمح للآخرين بأن يعكسوا مدى انفتاحك وسماحة نفسك أو درجة تعقدك ومحدودية نفسك
وعندما تحدد مكان ومجال قيودك الشخصية، سيأتي وقت التغيير

الانفعالات المقيّدة أو النماذج الانفعالية المسيطرة، تبدأ أولاً عندما نطلق حكماً على انفعال ما...
هذه المرة، اختبر طاقة الغضب واشعر بها جيداً، لكن لا تحكم عليها أنها سيئة أو جيدة، فقط اختبرها وشاهدها ببساطة.

اسمح للغضب بأن يتجه نزولاً حتى أصابع قدميك، وكأنك تجلس في بركة من الماء المحمرّ غضباً واستمتع بها.... حاول أن تحب الشعور الذي ينتجه الغضب، ومن هنا يمكن أن تبدأ بالتواصل مع الغضب.

هذا يساعدنا في معرفة السبب الجوهري الذي يكمن وراء هذا الغضب...
نعم، لنتواصل ونتكلم مع الغضب!!!

اسأله مثلاً: "ما الذي تحاول أن تعلمني إياه؟"
أو: "لماذا أنا غاضب جداً طوال الوقت؟"

إن حصولك على هذه الأجوبة سيمكنك من إحداث تغييرات في حياتك.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال