تطبيقات المجين الطبية والبحثية.. تطوير آليات للوقاية من المرض، وتحسين أساليب تقليدية للعلاج وإحداث طرق مبتكرة كالعلاج بالخلايا الجذعية وعلاج المورثات

احتفلت الأوساط العلمية هذا العام بمناسبتين تاريخيتين: مرور خمسين عاماً على اكتشاف تركيب الحمض النووي، والانتهاء من مشروع المجين البشري الذي حدد البنية التفصيلية لهذا الحمض بما يحويه من مورِّثات (جينات). إن هذا الإنجاز العلمي فتح آفاقاً واسعة للعلماء والأطباء لفهم طبيعة المرض بصورة دقيقة تمكن من التعامل معه تشخيصاً وعلاجاُ ووقاية بفرص نجاح أكبر من أي وقت مضى. إن المعلومات التي نتجت عن مشروع المجين البشري ستيسر للباحثين اكتشاف المورّثات المسببة للأمراض الوراثية، وتلك التي تزيد قابلية الإنسان للإصابة بالأمراض الشائعة المعقدة كأمراض القلب والسكري والسرطان، أو تلك التي لها ارتباط بالإصابة بالأمراض المُعدية، ومعرفة العوامل الوراثية لتشوهات الأجنة والتخلف العقلي وأمراض الإعاقة، أو التي لها علاقة باختلاف المرضى في الاستجابة للأدوية مما سيسهم في استعمال الدواء بشكل أكثر فعّالية وأقل خطورة.
إن من المجالات الجديدة التي استقطبت اهتمام الباحثين- في إطار دراسات المجين البشري- معرفة التباين الوراثي بين الأفراد والجماعات والشعوب ومدى ارتباطه بالإصابة بالأمراض، وهو مما سيُثري - أيضاً- حقل الطب الجنائي في التميز بين البصمات الوراثية بدقة بالغة. وفي مجال مواز، فإن مراكز البحوث بدأت في دراسة المجين لكائنات حية مختلفة في سبيل معرفة أعمق لبنى المورثات ووظائفها.
إن هذه البنية التحتية من المعلومات ستهيئ تطوير آليات للوقاية من المرض، وتحسين أساليب تقليدية للعلاج، وإحداث طرق مبتكرة كالعلاج بالخلايا الجذعية وعلاج المورثات. كما أنها أنتجت قواعد بيانات ضخمة جعلتها الثورة الرقمية –في تقنيات الحاسوب والشبكة العنكبوتية- ميسّرة بين أيدي الباحثين والأطباء خدمة لصحة الإنسان.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال