الطب الشرعي والبصمة الوراثية.. تحديد الهوية في القضايا الجنائية وقضايا البنوة واشتباه المواليد في المستشفيات وضحايا الحروب والكوارث وفي مجال زراعة الأعضاء

الطب الشرعي والبصمة الوراثية Forensics and DNA:
على اختلاف الناس في أشكالهم وأعراقهم إلا أن أحماضهم النووية تتشابه فيما بينها تشابهاً كبيراً لكنها لا تتطابق تماماً، إذ أنه توجد أجزاء محددة من الحمض النووي تتباين من شخص لآخر تبايناً شديداً، تسمى هذه الأجزاء بالعلامات الوراثية (genetic markers). و يمكن عند مقارنة هذه العلامات لحمضين نويين - مثلاً - معرفة ما إذا كانا يرجعان لشخص واحد أم لاثنين. لقد أسهمت دراسة المجين البشري في التعرف على مواضع علامات وراثية جديدة تمتاز بشدة تفاوتها بين الناس مما يجعلها وسيلة فعالة للتمييز، كما أنها تمتاز بسهولة اختبارها في وقت قصير.
وفي الآونة الأخيرة برزت أهمية هذا الاكتشاف في مجال التعرف على الهوية وصلة القرابة عن طريق تحليل ما يعرف بالبصمة الوراثية، فكما أن لكل إنسان بصمة إصبع تميزه عن غيره فله كذلك بصمة وراثية. والبصمة الوراثية ـ بصورة مختصرة ـ هي تحديد مجموعة من تلك العلامات الوراثية لشخص ما تحديداً دقيقاً بحيث يتم معرفة تركيب كل علامة على حدة. وبقراءة التراكيب المختلفة لهذه العلامات  ومقارنتها بالتراكيب المختلفة للعلامات نفسها من شخص آخر نكون قد قارنا بصمتين وراثتين.
وباستخدام تقنيات حديثة لنسخ الحمض النووي ملايين النسخ  فإن من الممكن معرفة البصمة الوراثية حتى من العينات المتحللة وتلك التي لا تحوي إلا كميات قليلة جداً من الحمض النووي.
وتستخدم البصمة الوراثية لتحديد الهوية في القضايا الجنائية، وقضايا البنوة واشتباه المواليد في المستشفيات، وضحايا الحروب والكوارث، وفي مجال زراعة الأعضاء. وبصفة عامة فإن هذه التقنية الدقيقة قابلة للتطبيق في أي مجال يهدف إلى تحديد الهوية أو صلة القرابة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال