رأي جيني جودمان:
تقول هذه الطبيبة اليهوديّة البريطانيّة المتخصّصة بالأمراض العقليّة إنها حضرت عدّة مرّات مراسيم ختان أطفال يهود، وبدلاً من أن تنظر إلى تكريم الآخرين لهذه المراسيم الدينيّة، كانت تنظر إلى الأطفال الذين يتألّمون. وهي ترى في هذه المراسيم بقايا زيغ في قلب دين يؤكّد على الحياة. وكل من تتكلّم معهم حول الختان من اليهود يظنّون أن الختان قطع بسيط مفيد للصحّة أو أمر ديني لا يترك أيّة مخلّفات في الطفل أو في الأم. وهم يعتقدون أن اليهوديّة سوف تنهار إذا ما ألغينا الختان الذي يعتبرونه علامة خاصّة بهم رغم أن المسلمين وكثيراً من المسيحيّين والقبائل البدائيّة الاستراليّة يمارسونه. وإذا كان الختان هو المفتاح للهويّة اليهوديّة، فما القول إذاً في 52% من النساء اليهوديّات التي لا تُختن؟
وتقول هذه الطبيبة إنها تشرح لمستمعيها عدم وجود أيّة فوائد طبّية للختان لا بل فيه مخاطر صحّية ونفسيّة وجنسيّة للطفل، ويخلق توتّر في العلاقة بين الأم وابنها. وردود اليهود والمسلمين في هذا الخصوص يمكن اختصارها بكلمة: الخوف. والمتزمّتون دينيّاً يقولون: «إنه أمر إلهي وكفى». وهم يحسّون أنفسهم في خطر ويردّدون عليك القول بأن الختان مُورِس خلال آلاف السنين ولا يمكن إلغاؤه الآن، وهو جزء من هويّتنا. والجواب على ذلك أن آلاف السنين لا تبرّر إيلام طفل وأن العادات الدينيّة تتطوّر. ورغم اقتناع الغير بما تقول إلاّ أنهم يبقون على قرارهم بأن يختنوا أولادهم لأنه هناك إرهاب ثقافي ضد من يريد إيقاف الختان. ولكن بدأ تحوّل من الولاء نحو القبيلة إلى الولاء نحو الطفل.
تضيف هذه الطبيبة أن الختان يُبقي مخلّفات نفسيّة في الطفل. ولكن حتّى وإن لم يبق مثل تلك المخلّفات وإن كان الألم قصير الأمد، إلاّ أنه لا يحق لأحد أن يعرّض الغير للألم. هناك نوع من تكرار إنكار الألم في الختان: «لم أتألّم من الختان والختان لن يؤلمه». ولكن قليل من الناس عنده الشجاعة ليعترفوا بأن أمراً ما ينقصهم وأنهم يتألّمون. فهناك ضغط جماعي عليهم.
وتقول كيف أنه بعد عرض فيلم «فيكتور شونفيلد» المُعَنون «إنه صبي» على شاشة التلفزيون البريطاني في سبتمبر 1995 بدأت بعض السيّدات اليهوديّات يتكلّمن عن ألمهن وكأن الغطاء قد أزيل من فوق طنجرة الضغط. وتذكر أن إحدى السيّدات لم تعد تقوى على إنجاب طفل آخر بعد أن كاد ابنها الأوّل يموت من النزيف الناتج عن الختان. وتذكر أن البعض يلومونها لهجومها على الختان بينما اليهود حتّى في المعتقلات الجماعيّة وتحت خطر الموت كانوا يختنون أطفالهم تكريماً للأمر الإلهي. فتجيب بأن ألم اليهود عبر التاريخ لا يمحو ألم طفلنا اليوم. وأولئك كانوا قد قرّروا ختان أولادهم لاعتقادهم بأنهم يقومون بما هو الأفضل لهم، وهذا لا يمنع من أن نقوم نحن بعمل ما نظنّه الأفضل أخلاقيّاً بتركنا أطفالنا سالمين.
وتشرح كيف أن الختان كان قد مُنع في الإمبراطوريّة الرومانيّة من قِبَل أعداء اليهود. ولذلك من يطالب بإلغاء الختان في أيّامنا ينظر إليه وكأنه معاد للساميّة حتّى وإن كان هو نفسه يهوديّاً. ويعتبر الإبقاء على الختان تعبيراً عن بقاء اليهود عبر التاريخ. ولذلك يُعتبر نقد الختان تهديداً لبقاء اليهود. وتتساءل ما هي أهمّية أمر في العقليّة اليهوديّة الجماعيّة يعود بألم على الطفل المختون؟
وتضيف بأنه تم تعليم الناس بأن الله تكلّم مع إبراهيم طالباً منه ختان ابنه. وهي لا تريد أن تنكر أن الله تكلّم مع إبراهيم. ولكنّها تسمع صوتاً آخر لله يكلّمها ويجب عليها أن تتبع ضميرها في سماع هذا الصوت يقول لها: «لا تمد يدك إلى الصبي ولا تفعل به شيئاً» (التكوين 11:22). وأرميا النبي يتكلّم عن ختان القلب. وهذا هو الأمر الوحيد الذي له معنى في أيّامنا: بأن نذيب الصدفة التي تحيط بقلوبنا حتّى نسمع صراخ أطفالنا ونتوقّف عن إيلامهم. واليوم نقوم نحن بختان أطفالنا بينما لا نفعل ذلك مع البالغين لأننا لا نعتبر الأطفال إنساناً. وهذا في حقيقته تعدّ على الطفل الذي له نفس حساسيّة البالغ والذي هو إنسان كامل. وكثيراً ما يتم التعدّي على الطفل في المستشفى الذي يضج بالآلات الحديثة. وبعد أن تم إدخال أساليب ولادة بديلة أكثر احتراما للأم وللطفل، فإن الأم أصبحت أكثر إحساساً بطفلها وأكثر مناعة أمام سطوة المستشفيات عليها، ممّا يسمح لها برفض الختان.
وتختتم الطبيبة قولها بأن مكافحة الختان ليس موضوعاً منفصلاً. فهو يتعلّق بتوعية البالغين حتّى يروا في الطفل إنساناً كاملاً يستحق كل الاحترام والتكريم، وهذا نوع من التقدّم التاريخي في مجتمع متحضّر فعلاً. وهذا الكفاح ضد الختان هو جزء من الكفاح لجعل العالم أكثر تحضّراً.
تقول هذه الطبيبة اليهوديّة البريطانيّة المتخصّصة بالأمراض العقليّة إنها حضرت عدّة مرّات مراسيم ختان أطفال يهود، وبدلاً من أن تنظر إلى تكريم الآخرين لهذه المراسيم الدينيّة، كانت تنظر إلى الأطفال الذين يتألّمون. وهي ترى في هذه المراسيم بقايا زيغ في قلب دين يؤكّد على الحياة. وكل من تتكلّم معهم حول الختان من اليهود يظنّون أن الختان قطع بسيط مفيد للصحّة أو أمر ديني لا يترك أيّة مخلّفات في الطفل أو في الأم. وهم يعتقدون أن اليهوديّة سوف تنهار إذا ما ألغينا الختان الذي يعتبرونه علامة خاصّة بهم رغم أن المسلمين وكثيراً من المسيحيّين والقبائل البدائيّة الاستراليّة يمارسونه. وإذا كان الختان هو المفتاح للهويّة اليهوديّة، فما القول إذاً في 52% من النساء اليهوديّات التي لا تُختن؟
وتقول هذه الطبيبة إنها تشرح لمستمعيها عدم وجود أيّة فوائد طبّية للختان لا بل فيه مخاطر صحّية ونفسيّة وجنسيّة للطفل، ويخلق توتّر في العلاقة بين الأم وابنها. وردود اليهود والمسلمين في هذا الخصوص يمكن اختصارها بكلمة: الخوف. والمتزمّتون دينيّاً يقولون: «إنه أمر إلهي وكفى». وهم يحسّون أنفسهم في خطر ويردّدون عليك القول بأن الختان مُورِس خلال آلاف السنين ولا يمكن إلغاؤه الآن، وهو جزء من هويّتنا. والجواب على ذلك أن آلاف السنين لا تبرّر إيلام طفل وأن العادات الدينيّة تتطوّر. ورغم اقتناع الغير بما تقول إلاّ أنهم يبقون على قرارهم بأن يختنوا أولادهم لأنه هناك إرهاب ثقافي ضد من يريد إيقاف الختان. ولكن بدأ تحوّل من الولاء نحو القبيلة إلى الولاء نحو الطفل.
تضيف هذه الطبيبة أن الختان يُبقي مخلّفات نفسيّة في الطفل. ولكن حتّى وإن لم يبق مثل تلك المخلّفات وإن كان الألم قصير الأمد، إلاّ أنه لا يحق لأحد أن يعرّض الغير للألم. هناك نوع من تكرار إنكار الألم في الختان: «لم أتألّم من الختان والختان لن يؤلمه». ولكن قليل من الناس عنده الشجاعة ليعترفوا بأن أمراً ما ينقصهم وأنهم يتألّمون. فهناك ضغط جماعي عليهم.
وتقول كيف أنه بعد عرض فيلم «فيكتور شونفيلد» المُعَنون «إنه صبي» على شاشة التلفزيون البريطاني في سبتمبر 1995 بدأت بعض السيّدات اليهوديّات يتكلّمن عن ألمهن وكأن الغطاء قد أزيل من فوق طنجرة الضغط. وتذكر أن إحدى السيّدات لم تعد تقوى على إنجاب طفل آخر بعد أن كاد ابنها الأوّل يموت من النزيف الناتج عن الختان. وتذكر أن البعض يلومونها لهجومها على الختان بينما اليهود حتّى في المعتقلات الجماعيّة وتحت خطر الموت كانوا يختنون أطفالهم تكريماً للأمر الإلهي. فتجيب بأن ألم اليهود عبر التاريخ لا يمحو ألم طفلنا اليوم. وأولئك كانوا قد قرّروا ختان أولادهم لاعتقادهم بأنهم يقومون بما هو الأفضل لهم، وهذا لا يمنع من أن نقوم نحن بعمل ما نظنّه الأفضل أخلاقيّاً بتركنا أطفالنا سالمين.
وتشرح كيف أن الختان كان قد مُنع في الإمبراطوريّة الرومانيّة من قِبَل أعداء اليهود. ولذلك من يطالب بإلغاء الختان في أيّامنا ينظر إليه وكأنه معاد للساميّة حتّى وإن كان هو نفسه يهوديّاً. ويعتبر الإبقاء على الختان تعبيراً عن بقاء اليهود عبر التاريخ. ولذلك يُعتبر نقد الختان تهديداً لبقاء اليهود. وتتساءل ما هي أهمّية أمر في العقليّة اليهوديّة الجماعيّة يعود بألم على الطفل المختون؟
وتضيف بأنه تم تعليم الناس بأن الله تكلّم مع إبراهيم طالباً منه ختان ابنه. وهي لا تريد أن تنكر أن الله تكلّم مع إبراهيم. ولكنّها تسمع صوتاً آخر لله يكلّمها ويجب عليها أن تتبع ضميرها في سماع هذا الصوت يقول لها: «لا تمد يدك إلى الصبي ولا تفعل به شيئاً» (التكوين 11:22). وأرميا النبي يتكلّم عن ختان القلب. وهذا هو الأمر الوحيد الذي له معنى في أيّامنا: بأن نذيب الصدفة التي تحيط بقلوبنا حتّى نسمع صراخ أطفالنا ونتوقّف عن إيلامهم. واليوم نقوم نحن بختان أطفالنا بينما لا نفعل ذلك مع البالغين لأننا لا نعتبر الأطفال إنساناً. وهذا في حقيقته تعدّ على الطفل الذي له نفس حساسيّة البالغ والذي هو إنسان كامل. وكثيراً ما يتم التعدّي على الطفل في المستشفى الذي يضج بالآلات الحديثة. وبعد أن تم إدخال أساليب ولادة بديلة أكثر احتراما للأم وللطفل، فإن الأم أصبحت أكثر إحساساً بطفلها وأكثر مناعة أمام سطوة المستشفيات عليها، ممّا يسمح لها برفض الختان.
وتختتم الطبيبة قولها بأن مكافحة الختان ليس موضوعاً منفصلاً. فهو يتعلّق بتوعية البالغين حتّى يروا في الطفل إنساناً كاملاً يستحق كل الاحترام والتكريم، وهذا نوع من التقدّم التاريخي في مجتمع متحضّر فعلاً. وهذا الكفاح ضد الختان هو جزء من الكفاح لجعل العالم أكثر تحضّراً.
التسميات
ختان