الأغلف لا يعاشر.. ختان اليهودي غير المختون قَبل دفنه في مقابر اليهود

يعتبر الأغلف في نظر اليهودي رجلاً نجساً. ولذلك لا يحق معاشرته في مأكله أو مشربه أو دخول بيته أو أكل ذبائحه. كما أنه لا يحق دفن الأغلف في مقابر اليهود. ولذا يتم ختان اليهودي غير المختون قَبل دفنه.
وقد دار جدل في التلمود حول أطفال امرأة عبدة تم ختانهم ولكن لم يغطّسوا في الحمّام الطقسي. فهل يدنّسون الخمر إذا مسّوه؟ وكان الجواب نفياً لأن الطفل لا يميّز طبيعة الوثن. أمّا إذا كان من مس الخمر بالغاً فإن الخمر يفسد، فلا يحق شربه.
ويذكر «موشي مينوهين»، والد عازف الكمان «يهودي مينوهين»، أن جدّه المتديّن الذي كان يسكن في مستعمرة في فلسطين كان يسكب في المجاري قناني الخمر التي تبقى على مائدته بعد رحيل ضيوفه غير اليهود. وعندما سأله حفيده عن سبب ذلك، كان جوابه بأن الخمر الذي في القناني المفتوحة من قِبَل غير اليهود (الجوييم) تصبح فاسدة وممنوعة من الشرب حسب القواعد اليهوديّة.
وهذه النظرة اليهوديّة للأغلف نجدها في بداية المسيحيّة. فقد عاتب مسيحيّون من أصل يهودي بطرس لقبوله دعوة قرنيليوس، قائد مائة من الكتيبة التي تدعى الكتيبة الإيطاليّة. فقالوا له: «لقد دخلت إلى أناس غلف وأكلت معهم» (أعمال 1:11-3). وبطرس يعرف هذا المنع ويعرف أن الوثنيّين على علم به. ففي مخاطبته لداعيه يقول: «تعلمون أنه حرام على اليهودي أن يعاشر أجنبياً أو يدخل منزله» (أعمال 28:10). وفي رسالته إلى أهل غلاطية، يعلمنا بولس كيف أن بطرس، «قبل أن يقدّم قوم من عند يعقوب، كان يؤاكل الوثنيّين. فلمّا قدموا أخذ يتوارى ويتنحّى خوفاً من أهل الختان» (غلاطية 12:2).
والغلف في نظر اليهودي هم في نفس منزلة الخطأة. فالمسيح، عندما دخل بيت زكا العشّار، تذمّر اليهود قائلين: «دخل منزل رجل خاطئ ليبيت عنده» (لوقا 7:19). وقد كانت الأفكار المتداولة عند اليهود أن معاشرة الخاطئين تؤدّي إلى النجاسة (ابن سيراخ 25:50-26) . وهم أيضاً في منزلة المنشقّين مثل السامريين. يقول سفر يشوع بن سيراخ: «أمَّتان مقتتهما نفسي والثالثة ليست بأمّة: الساكنون في جبل سعير، الفلسطينيون والشعب الأحمق الساكن في شكيم» (بن سيراخ 25:50-26). وفي إنجيل يوحنّا قصّة مرور يسوع ببئر يعقوب فطلب من امرأة سامريّة أن تسقيه ماءً. فكان جوابها: «كيف تسألني أن أسقيك وأنت يهودي وأنا امرأة سامريّة؟» (يوحنّا 9:4).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال