الخط الفاصل بين اكتشاف المورث واستخدام منتجاته.. الفصل بين من يملك الاكتشافات وما تحتويه من جينات وبين يملك منتجات الفحوص والطرق العلاجية التي تم التوصل إليها

الخط الفاصل بين اكتشاف المورث (Gene) واستخدام منتجاته:
في عام 1995م اكتشف الباحث البريطاني "مايك ستراتون" الذي يعمل في المؤسسة البريطانية لأبحاث علم السرطان -BRCA، عملية تحول إحدى عائلات سرطان الثدي التي كان يعمل عليها وبدا له أن بالإمكان ربطها بالجين المسمى- ICR، وقبلها بأيام كان الفريق قد توصل إلى منطقة الجينوم BRCA2 وتأكيد عملية التحول فيها، إضافة إلى اكتشافه خمس مناطق أخرى.


جرى نشر هذا الاكتشاف مباشرة في مجلة - Nature، وعلى الرغم من النشر سارعت شركة "ميرياد - Meriad" الأمريكية في الحصول على أكبر قدر من المعلومات لتحديد مكان الجين، ومن ثم تقدمت بطلب براءة اختراع في نفس اليوم الذي نشر فيه البحث.
عندها قررت المؤسسة البريطانية الحصول على براءة اختراع نتيجة ما اكتشفته من أبحاث، كما طالبت شركة "ميرياد" بكامل حقوق الملكية المتعلقة بالجينات (BRCA1/BRACA2) والتي توصلت إليهما من قبل، لكن شركة "ميرياد" رأت أن الفحوص التي أجرتها على تلك الاكتشافات التي توصلت إليها المؤسسة البريطانية قامت تحديداً على تحول المورث (الجينة - ICR) السرطانية ومكنتها بهذه الطريقة من إدعاء حق ملكية الفحص والعلاجات الخاصة  بالجينتين BRCA1/BRCA2، حيث يعني أن الباحثين في الشركة عندما فهموا طريقة نمو الأورام السرطانية لتلك الجينتين تمكنوا من ابتكار علاجات جديدة له، ومن ثم ستكون شركة "ميرياد" الشركة الوحيدة مالكة الحق في طرح هذه العلاجات إلى الأسواق.
هنا يفترض أن يرتسم الخط الفاصل بين من يملك الاكتشافات وما تحتويه من جينات، وبين يملك منتجات الفحوص والطرق العلاجية التي تم التوصل إليها نتيجة لتلك الاكتشافات.
لذا فقد ارتأى مجتمع البحوث العلمي بأن يحول جميع المعلومات المتعلقة بسلسلة أو حلقات مشروع الجينوم البشري إلى الملكية العامة تفادياً لتبعثرها هنا وهناك، وذلك وفق ما ستفرضه ومع ما ستفرض الاتفاقيات والعقود المعتمدة مع الشركات ذات العلاقة بالمشروع.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال