المدرسة الترابطية الإنجليزية: رحلة في تاريخ الفكر النفسي ومساهمتها في فهم آليات التعلم والسلوك

المدرسة الترابطية الانجليزية في علم النفس:

المدرسة الترابطية في علم النفس هي مدرسة فكرية نشأت في إنجلترا في القرن التاسع عشر. تعتمد هذه المدرسة على مفهوم الترابط، الذي يشير إلى أن المعرفة والخبرات ترتبط ببعضها البعض من خلال التكرار أو التشابه.
يعتقد علماء النفس الترابطيون أن التعلم يحدث من خلال تكوين ارتباطات بين الأفكار والسلوكيات. عندما يرتبط حدثان معًا، فمن المرجح أن يحدث أحدهما عندما يحدث الآخر. على سبيل المثال، إذا كنت تربط بين صوت جرس الباب ووصول زائر، فمن المرجح أن تنظر إلى الباب عندما تسمع الجرس.

أسس المدرسة الترابطية:

تستند المدرسة الترابطية إلى أعمال العديد من علماء النفس، بما في ذلك:
  • جون لوك: كان لوك أحد مؤسسي المدرسة الترابطية. اعتبر لوك أن العقل البشري عند الولادة هو صفحة بيضاء، وأن المعرفة والخبرات تُكتسب من خلال التجربة.
  • جون واطسون: كان واطسون أحد مؤسسي السلوكية، وهو تيار نفسي يركز على السلوك القابل للملاحظة. اعتبر واطسون أن التعلم يحدث من خلال ربط المحفزات والاستجابات.
  • إيفان بافلوف: أجرى بافلوف تجارب على الكلاب أظهرت أن الكلاب يمكن تدريبها على ربط صوت الجرس بالطعام. هذه التجارب أسفرت عن مفهوم الاشتراط الكلاسيكي، وهو نوع من التعلم يحدث من خلال ربط حدثين غير مرتبطين مسبقًا.
  • إدوارد ثورندايك: أجرى ثورندايك تجارب على الحيوانات أظهرت أن الحيوانات يمكنها تعلم سلوكيات جديدة من خلال التكرار والتعزيز. هذه التجارب أسفرت عن مفهوم الاشتراط الإجرائي، وهو نوع من التعلم يحدث من خلال ربط السلوك بالعواقب.
كان للمدرسة الترابطية تأثير كبير على علم النفس. ساعدت هذه المدرسة في تطوير نظريات التعلم والسلوك، والتي لا تزال مستخدمة حتى اليوم.

مبادئ المدرسة الترابطية:

فيما يلي بعض المبادئ الأساسية للمدرسة الترابطية:
  • التعلم يحدث من خلال تكوين ارتباطات بين الأفكار والسلوكيات.
  • الارتباطات يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية.
  • الارتباطات يمكن أن تكون قوية أو ضعيفة.
  • التعلم يمكن أن يحدث من خلال التكرار أو التشابه.

تطبيقات المدرسة الترابطية:

تُستخدم المدرسة الترابطية في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك:
  • العلاج السلوكي: يستخدم العلاج السلوكي لمساعدة الناس على تغيير السلوكيات غير المرغوب فيها.
  • التسويق: يستخدم التسويق لربط المنتجات أو الخدمات بمشاعر إيجابية.
  • التعلم الآلي: يستخدم التعلم الآلي لتدريب الآلات على أداء المهام.

أنواع الترابط:

هناك نوعان أساسيان من الترابط:
  • الترابط الكلاسيكي: يحدث الترابط الكلاسيكي عندما يرتبط حدثان غير مرتبطين مسبقًا. على سبيل المثال، في تجربة بافلوف، تم ربط صوت الجرس بالطعام. بعد تكرار هذه التجربة عدة مرات، بدأ الكلب في إفراز اللعاب عندما سمع صوت الجرس فقط، حتى لو لم يكن الطعام موجودًا.
  • الترابط الإجرائي: يحدث الترابط الإجرائي عندما يرتبط السلوك بعواقبه. على سبيل المثال، في تجربة ثورندايك، تعلمت القطط الضغط على زر للحصول على الطعام. بعد تكرار هذه التجربة عدة مرات، بدأت القطط في الضغط على الزر بشكل أكثر كفاءة.

أهمية المدرسة الترابطية:

كانت المدرسة الترابطية مهمة في تطوير علم النفس الحديث. ساعدت هذه المدرسة في فهم كيفية حدوث التعلم وكيفية تشكيل السلوك. تُستخدم المدرسة الترابطية اليوم في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك العلاج السلوكي والتسويق والتعلم الآلي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال