المنهج الاستبطاني في علم النفس: المنهج الاستبطاني: أداة لفهم الوعي والخبرات الذاتية، مع استعراض لأنواعه (التجريبي والتأملي) وتطبيقاته العملية

ما هو المنهج الاستبطاني؟

المنهج الاستبطاني هو أحد أقدم المناهج المستخدمة في علم النفس، ويعتمد على التأمل الذاتي والتحليل الداخلي للخبرات الشعورية. يهدف إلى فهم العمليات العقلية الداخلية من خلال وصف وتحليل الأحاسيس والأفكار والمشاعر. رغم الانتقادات التي وجهت إليه، لا يزال للاستبطان دور في بعض مجالات علم النفس.

تعريف المنهج الاستبطاني:

الاستبطان هو عملية تأمل الفرد لذاته ووصفه لما يدور في وعيه من أفكار ومشاعر وأحاسيس. بعبارة أخرى، هو ملاحظة الفرد لخبراته الشعورية وتحليلها.

تاريخ المنهج الاستبطاني:

  • يعود تاريخ الاستبطان إلى الفلسفة القديمة، حيث كان يستخدم في التأملات الفلسفية.
  • في القرن التاسع عشر، استخدم فيلهلم فونت الاستبطان في مختبره في لايبزيغ، مما جعله جزءًا من علم النفس التجريبي.
  • تعرض الاستبطان لانتقادات شديدة من المدرسة السلوكية، التي ركزت على السلوك الظاهر والقابل للملاحظة.
  • في العقود الأخيرة، عاد الاهتمام بالاستبطان في بعض المجالات، مثل دراسة الوعي والخبرات الشعورية.

أنواع الاستبطان:

  • الاستبطان التجريبي: يتم في ظروف مضبوطة داخل المختبر، حيث يطلب من المشاركين وصف خبراتهم الشعورية أثناء أداء مهام محددة.
  • الاستبطان التأملي: يركز على التأمل الذاتي في الخبرات الشعورية اليومية، دون تدخل من الباحث.

أهمية المنهج الاستبطاني:

  • الوسيلة الوحيدة لدراسة بعض الظواهر والأحوال النفسية مثل أحلام النوم واليقظة.
  • يقوم بدور كبير في المنهج التجريبي عند سؤال المفحوص أن يصف ما يراه وما يسمعه أو ما يشعر به أو ما يتذكره من أجزاء صورة سبق عرضها عليه.
  • يعتبر هو الأساس عند الإجابة على الاستفتاءات أو الاختبارات التي تقيس الشخصية.
  • وهو الأساس في العلاج النفسي الحديث حيث يسمع المعالج إلى ما يرويه المريض عن حالته ويسترشد بذلك في عمليات التشخيص والعلاج.

عيوب المنهج الاستبطاني:

  • الذاتية: يعتمد على تقارير ذاتية، مما يجعل من الصعب التحقق من صحتها وموضوعيتها.
  • صعوبة التعبير: قد يواجه الأفراد صعوبة في التعبير عن خبراتهم الشعورية بدقة.
  • التأثير على الخبرة: عملية الاستبطان نفسها قد تغير من الخبرة الشعورية التي يتم وصفها.
  • عدم إمكانية استخدامه في دراسة الأطفال والحيوانات: لا يمكن استخدام هذا المنهج مع الأطفال أو الحيوانات لعدم قدرتهم على التعبير عن ما يشعرون به.
  • أن الاستبطان يقوم به شخص واحد ولا يمكن أن يكون ما يرويه المفحوص خاضعاً للبحث العلمي لأنه لا يمكن التحقق من صحته من خلال آخرين.
  • أن عملية الاستبطان تتم لمواضيع مرت بحياة الفرد الماضية وقد لا يكون ما يرويه الفرد بنفس صدق حدوثها نظراً لمرور وقت وكذلك قد يحدث نوع من التفريغ الانفعالي تجاه الأحداث فلم تعد بنفس قوتها لدى الفرد.

الاستخدامات الحديثة:

  • رغم الانتقادات، لا يزال الاستبطان يستخدم في بعض مجالات علم النفس، مثل دراسة الوعي والخبرات الشعورية.
  • يستخدم في بعض أنواع العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، حيث يطلب من المرضى وصف أفكارهم ومشاعرهم.
  • يستخدم أيضاً في دراسة الأحلام.

خلاصة:

المنهج الاستبطاني هو أداة قيمة لفهم الخبرات الشعورية الداخلية، ولكنه يجب أن يستخدم بحذر نظراً لقيوده. يمكن أن يكون مفيدًا في بعض مجالات علم النفس، ولكن يجب أن يكمل بمناهج أخرى أكثر موضوعية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال