نظرية "مورفي" لتفسير الدوافع:
تعد نظرية "هنري أ. مورفي" في الشخصية، المعروفة باسم "النهج الاجتماعي الحيوي"، إطارًا نظريًا شاملاً لتفسير الدوافع البشرية. يركز مورفي على فهم الشخصية من خلال تحليل الحاجات والتوترات التي تدفع الفرد للعمل والسلوك.
مكونات النظرية الأساسية:
- الحاجات والتوترات: يعتبر مورفي أن الحاجات والتوترات هي العناصر الأساسية لبناء الشخصية. فالحاجة هي حالة من النقص أو الشوق إلى شيء ما، والتوتّر هو الطاقة الناتجة عن هذه الحاجة والتي تدفع الفرد إلى العمل لإشباعها.
- الدافع: يعتبر مورفي أن الدافع هو تجسيد للتوتّر، وهو قوة دافعة مستمرة تتغير وتتطور مع مرور الوقت. لا يرى الدافع كمصدر ثابت للطاقة، بل كحالة ديناميكية تتفاعل مع البيئة.
- الطبيعة البيولوجية والاجتماعية للدوافع: يرفض مورفي الفصل بين الدوافع البيولوجية والاجتماعية، ويرى أن كلاهما يتفاعلان ويتأثران ببعضهما البعض. فالحاجات البيولوجية الأساسية مثل الجوع والعطش تتفاعل مع العوامل الاجتماعية والثقافية لتشكل دوافع أكثر تعقيدًا.
- الحاجات الحسية والمركبة: يولي مورفي أهمية كبيرة لدور الحواس في تشكيل الدوافع. فالحواس توفر لنا المعلومات عن العالم الخارجي، وتؤثر بشكل كبير في تجربتنا العاطفية والسلوكية. كما يرى أن الدوافع المعقدة هي نتيجة لتفاعل العديد من الحاجات البسيطة.
ميزات نظرية مورفي:
- الشمولية: تغطي النظرية جوانب واسعة من السلوك الإنساني، من الدوافع البيولوجية الأساسية إلى الدوافع الاجتماعية المعقدة.
- الديناميكية: تركز النظرية على الطبيعة المتغيرة للدوافع وتفاعلها المستمر مع البيئة.
- التكامل بين البيولوجيا والاجتماع: تجمع النظرية بين الجوانب البيولوجية والاجتماعية للشخصية، مما يوفر فهمًا أكثر شمولية للسلوك البشري.
- التركيز على الحاجات الحسية: تعطي النظرية أهمية كبيرة لدور الحواس في تشكيل الدوافع.
نقد النظرية:
على الرغم من أهمية مساهمات مورفي، إلا أن نظريته تواجه بعض الانتقادات:
- صعوبة القياس: يصعب قياس العديد من المفاهيم التي طرحها مورفي، مثل التوتّر والحاجة، بشكل مباشر.
- التركيز على الفرد: تركز النظرية بشكل كبير على الفرد، وتغفل دور العوامل الاجتماعية والثقافية في تشكيل السلوك.
- عدم كفاية الشرح: لا تقدم النظرية تفسيرات كافية لبعض الظواهر السلوكية المعقدة.
الخلاصة:
تعتبر نظرية مورفي إطارًا نظريًا مهمًا لفهم الدوافع البشرية. على الرغم من بعض القيود، إلا أنها قدمت إسهامات قيمة في مجال علم النفس، ولا تزال تستخدم كمرجع أساسي في دراسة الشخصية والدوافع.
التسميات
علم النفس