علم النفس عند الإمام الغزالي.. النفس الحيوانية. النفس الناطقة. عدم الانسجام بين النفس والجسد. الجوهر المجرد عن البدن الذي به يكون الشعور والإدراك

علم النفس عند الإمام الغزالي:

يعد الإمام الغزالي (450-505 هـ) أحد أهم علماء المسلمين في العصور الوسطى، وصاحب العديد من المؤلفات في مختلف المجالات، بما في ذلك علم النفس. تُعد نظرية علم النفس عند الغزالي من أهم النظريات في الفكر الإسلامي، وقد حظيت باهتمام كبير من قبل العلماء والباحثين.

تعريف النفس عند الغزالي:

يعرف الغزالي النفس بأنها "الجوهر المجرد عن البدن، الذي به يكون الشعور والإدراك". ويرى أن النفس لها وظائف عديدة، منها: الإدراك والشعور والتذكر والفهم والحكم والاختيار والرغبة والحب والكره والخوف والرجاء.

تقسيم النفس عند الغزالي:

يقسم الغزالي النفس إلى قسمين رئيسيين: النفس الحيوانية والنفس الناطقة.

- النفس الحيوانية:

وهي القوة التي تشترك فيها جميع الحيوانات، وهي المسؤولة عن الغرائز والمشاعر والرغبات.

- النفس الناطقة:

وهي القوة التي تميز الإنسان عن غيره من الحيوانات، وهي المسؤولة عن التفكير والعقل والفهم.

وظائف النفس الحيوانية:

وظائف النفس الحيوانية هي:

- الحواس:

وهي القوى التي تستقبل المؤثرات الخارجية، مثل البصر والسمع والشم والتذوق واللمس.

- القوى النفسية:

وهي القوى التي تتحكم في السلوك، مثل الشهوة والغضب والخوف.

وظائف النفس الناطقة:

وظائف النفس الناطقة هي:
  • العقل: وهو قوة الإدراك والفهم.
  • الذاكرة: وهي قوة الاحتفاظ بالمعلومات.
  • الفهم: وهي قوة معالجة المعلومات.
  • الحكم: وهي قوة إصدار الأحكام.
  • الاختيار: وهي قوة اتخاذ القرارات.
  • الرغبة: وهي قوة الميل إلى شيء معين.
  • الحب: وهو قوة التعلق بشيء معين.
  • الكراهية: وهي قوة النفور من شيء معين.
  • الخوف: وهو قوة القلق من شيء معين.
  • الرجاء: وهو قوة الأمل في شيء معين.

الصحة النفسية عند الغزالي:

يرى الغزالي أن الصحة النفسية هي حالة من الانسجام بين النفس والجسد، وهي ضرورية للسعادة والنجاح في الحياة. ويحدد الغزالي شروط الصحة النفسية في النقاط التالية:

- الاعتدال في السلوك:

أي عدم الإفراط في شيء أو التقصير فيه.

- الاعتدال في المشاعر:

أي عدم الانجراف وراء المشاعر السلبية، مثل الغضب والحزن.

- الاعتدال في الرغبات:

أي عدم التمسك بالرغبات الدنيوية.

- الاعتدال في التفكير:

أي عدم الانجراف وراء التفكير السلبي.

- الاعتدال في السلوك الاجتماعي:

أي احترام الآخرين والتعاون معهم.

المرض النفسي عند الغزالي:

يرى الغزالي أن المرض النفسي هو حالة من عدم الانسجام بين النفس والجسد، وهي نتيجة لعوامل داخلية وخارجية. ويحدد الغزالي أنواع المرض النفسي في النقاط التالية:

- الأمراض التي تنتج عن اضطرابات في النفس الحيوانية:

مثل الأمراض العقلية والنفسية.

- الأمراض التي تنتج عن اضطرابات في النفس الناطقة:

مثل الأمراض الأخلاقية والسلوكية.

- الأمراض التي تنتج عن عوامل خارجية:

مثل الأمراض الجسدية والضغوط النفسية.

علاج المرض النفسي عند الغزالي:

يرى الغزالي أن علاج المرض النفسي هو عملية مركبة تتطلب علاجًا نفسيًا وجسديًا. ويحدد الغزالي طرق علاج المرض النفسي في النقاط التالية:

- العلاج النفسي:

وهو العلاج الذي يهدف إلى مساعدة المريض على فهم مشكلاته وتجاوزها.

- العلاج السلوكي:

وهو العلاج الذي يهدف إلى تغيير السلوكيات غير السوية.

- العلاج الدوائي:

وهو العلاج الذي يهدف إلى تخفيف الأعراض المرضية.

أهمية نظرية علم النفس عند الغزالي:

تُعد نظرية علم النفس عند الغزالي من أهم النظريات في الفكر الإسلامي، وقد حظيت باهتمام كبير من قبل العلماء والباحثين. ولعل أهم أهمية لهذه النظرية هي أنها حاولت التوفيق بين الأفكار الفلسفية والإسلامية في مجال علم النفس.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال