الوطن العربي والتقنية الحيوية البحرية.. فهم الجينات الجزيئية وتطبيق تقنيات الأحياء الجزيئية الحديثة على نطاق واسع لتحقيق تحسين السلالات أو إنتاج طحالب مهجنة جينياً

بالرغم من أنه لم يمر سوى عقد واحد منذ بداية التقنية الحيوية البحرية، إلا أنه تحقق تقدم مدهش فى هذا المجال.

فقد تم تسجيل أكثر من 1000 مستحضر جديد ومنتجات طبيعية واكتشافات أخرى ترتبط بعلم الجينات الجزيئية لتربية الأسماك والحيوانات الصدفية والقشريات والطحالب البحرية.

كما تم اكتشاف مضادات حيوية وعقاقير لمعالجة السرطان وسلالات معدلة بأساليب الهندسة الوراثية.

وبينما لم يكن هناك من قبل سوى عدد صغير من الرواد الذين يكدحون فى معاملهم، يوجد الآن مراكز جديدة كبرى لأبحاث وتطوير التقنيات الحيوية البحرية فى النرويج واليابان والولايات المتحدة وأماكن أخرى.

فمنذ قرون عديدة، تمارس زراعة الطحالب البحرية الكبيرة ـ أعشاب البحر فى الدول الآسيوية وخاصة اليابان والمنتجات المشتقة منها تستخدم على نطاق واسع كمصادر للأدوية والطعام.

والطحالب الكبيرة والصغيرة تعطى مجموعة واسعة من المنتجات، تشمل المضافات والمكملات للأغذية، ووسائط الاستنبات، ومبيدات الحشرات، ومنظمات نمو النبات، وعوامل مضادة للبكتريا وللسرطان وللفيروسات.

فعلى سبيل المثال، ثبت أن الطحالب الكبيرة مفيدة فى الإنتاج الواسع النطاق للأحماض الدهنية، التي قد تساعد على تقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.

والطحالب الكبيرة الخضراء المسماه دونا ليلاسالينا تربى على نطاق واسع واستنبات مكثف فى كاليفورنيا لإنتاج البيتاكاروتين، وهى ماده ترتبط بالوقاية من السرطان.

الكائنات الدقيقة البحرية هي مصدر مجموعة واسعة جداً من المنتجات الطبيعية التي لها تطبيقات طبية وزراعية وصناعية.

فعلى سبيل المثال، التشيتين هو أحد هذه المنتجات التي وصلت للأسواق في عدة أشكال مختلفة ـ ككمادات لشفاء الجروح ومستحلبات للتصوير.

الأسماك والحيوانات المائية "الصدفية" والقشريات البحرية تعتبر مصدراً هاماً للإنسان.

طبقاً لبعض التقديرات فإنه قد يقوم الاستنبات المائي للأسماك بتوفير 25% من استهلاك العالم من الغذاء البحري بنهاية القرن.

وعلى الرغم من العالم العربي عامة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خاصة محاطة بالبحار مثل البحر الأحمر والبحر المتوسط  العربي وبالتالي فالآمة العربية تملك أكبر حياة بحرية في العالم تقريبا، فإن بحوث التقنية الحيوية البحرية لم تحظي بالاهتمام الكافي، على الرغم من أنها من التكنولوجيات الواعدة في مجال زراعة الطحالب والأسماك.

كما يمكن بتطبيق هذه التقنيات تحويل الخليج العربي والبحر الأحمر إلى مصدر هام للغذاء و الكيماويات عالية القيمة والأدوية.

فتطبيق التقنية الحيوية البحرية في الوقت الحالي، التي تجمع بين التقنية التقليدية والتقنية الحديثة، يقدم فرصه للدول المطلة على الأنهار والمحيطات والبحار.

ومع ذلك لتحقيق النجاح، لابد من فهم الجينات الجزيئية وتطبيق تقنيات الأحياء الجزيئية الحديثة على نطاق واسع لتحقيق تحسين السلالات أو إنتاج طحالب مهجنة جينياً تصلح للتجارة.