استبدال الميتوكوندريا: تقنية الإخصاب في المختبر لمنع انتقال أمراض الميتوكوندريا الوراثية

ما هو استبدال الميتوكوندريا؟

استبدال الميتوكوندريا (Mitochondrial replacement therapy)، أو ما يُعرف أيضًا بـ "التبرع بالميتوكوندريا"، هو تقنية طبية حديثة تُستخدم في مجال الإخصاب في المختبر (IVF) لمنع انتقال أمراض الميتوكوندريا الوراثية من الأم إلى طفلها. الميتوكوندريا هي عضيات صغيرة داخل خلايانا مسؤولة عن إنتاج الطاقة، ولها حمضها النووي الخاص (mtDNA) الذي يختلف عن الحمض النووي الموجود في نواة الخلية.

ما هي أمراض الميتوكوندريا؟

تنتج أمراض الميتوكوندريا عن وجود طفرات في الحمض النووي للميتوكوندريا، مما يُؤدي إلى خلل في وظيفة الميتوكوندريا وإنتاج الطاقة. تُؤثر هذه الأمراض على أجزاء مختلفة من الجسم، خاصةً الأعضاء التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، مثل الدماغ والعضلات والقلب. تتراوح أعراضها بين الخفيفة والشديدة، وقد تُسبب إعاقات شديدة أو حتى الوفاة في بعض الحالات.

كيف يعمل استبدال الميتوكوندريا؟

تهدف هذه التقنية إلى استبدال الميتوكوندريا المعيبة في بويضة الأم بميتوكوندريا سليمة من متبرعة. هناك طريقتان رئيسيتان لاستبدال الميتوكوندريا:

1. نقل النواة (Pronuclear transfer):

يتم تخصيب بويضة الأم المصابة وبويضة المتبرعة بحيوانات منوية من الأب. بعد التخصيب، تُزال النواة من بويضة الأم المُخصبة وتُزرع في بويضة المتبرعة المُخصبة التي أُزيلت نواتها. النتيجة هي بويضة مُخصبة تحتوي على الحمض النووي للأم والأب، ولكن مع ميتوكوندريا سليمة من المتبرعة.

2. نقل المغزل الأمومي (Maternal spindle transfer):

قبل تخصيب بويضة الأم، تُزال البنية الخلوية التي تحتوي على الحمض النووي (المغزل الأمومي) وتُزرع في بويضة متبرعة أُزيل مغزلها. ثم تُخصب البويضة الجديدة بحيوانات منوية من الأب.

في كلتا الحالتين، يكون الطفل الناتج لديه الحمض النووي من والديه البيولوجيين (الأم والأب)، بالإضافة إلى كمية صغيرة جدًا من الحمض النووي من المتبرعة (الحمض النووي للميتوكوندريا). هذا يعني أن الطفل لديه "ثلاثة آباء" من الناحية البيولوجية، ولكن الجزء الأكبر من الحمض النووي (حوالي 99.8%) يأتي من الأم والأب البيولوجيين.

الجوانب القانونية والأخلاقية:

تُثير تقنية استبدال الميتوكوندريا جدلاً أخلاقيًا وقانونيًا، حيث يُعتبر البعض أنها تُغير التركيب الوراثي للإنسان وتخلق "أطفالًا مصممين". ومع ذلك، يرى البعض الآخر أنها تُقدم فرصة للأمهات المصابات بأمراض الميتوكوندريا لإنجاب أطفال أصحاء.
  • في عام 2015، أصبحت هذه التقنية قانونية في المملكة المتحدة، مما جعلها أول دولة في العالم تُجيز استخدامها.
  • في عام 2016، أصدرت الأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية تقريرًا يُقيّم الجوانب العلمية والأخلاقية لهذه التقنية.

الفوائد والمخاطر:

  • الفوائد: منع انتقال أمراض الميتوكوندريا الوراثية إلى الأطفال.
  • المخاطر: لا تزال هذه التقنية حديثة نسبيًا، وهناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتقييم المخاطر المحتملة على المدى الطويل على صحة الأطفال المولودين بهذه الطريقة. هناك أيضًا مخاوف أخلاقية تتعلق بتعديل التركيب الوراثي للإنسان.

معلومات إضافية:

  • وُلد أول طفل باستخدام تقنية استبدال الميتوكوندريا في عام 2016 في المكسيك.
  • تُجرى أبحاث مستمرة لتحسين هذه التقنية وتقليل المخاطر المحتملة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال