الميكوبلازما: من الخصائص البيولوجية إلى الأمراض السريرية، فهم هذه البكتيريا عديمة الجدار الخلوي وتأثيرها على صحة الإنسان

ما هي الميكوبلازما؟

• هي نوع من البكتيريا بدائية النوى (Prokaryotes) أي أنها لا تحتوي على نواة خلوية حقيقية أو عضيات أخرى مرتبطة بالغشاء.
• تتميز بافتقارها إلى الجدار الخلوي، وهو هيكل خارجي صلب يحيط بالخلايا البكتيرية الأخرى. هذا الافتقار إلى الجدار الخلوي يُكسبها خصائص مميزة ويجعلها عصية على بعض أنواع المضادات الحيوية التي تستهدف هذا الجدار، مثل البنسلين.
• تُعتبر من أصغر الكائنات الحية القادرة على التكاثر الذاتي.
• توجد في مجموعة متنوعة من البيئات، بما في ذلك الإنسان والحيوانات والنباتات والحشرات.
• معظم أنواع الميكوبلازما هي كائنات تعايشية أو طفيلية، أي أنها تعيش على أو داخل كائنات حية أخرى.

أنواع الميكوبلازما وأمراضها:

توجد أنواع عديدة من الميكوبلازما، بعضها يُسبب أمراضًا للإنسان، من أهمها:

• الميكوبلازما الرئوية (Mycoplasma pneumoniae): تُسبب التهابات الجهاز التنفسي، مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي "اللامُّطي" (Atypical pneumonia)، الذي يُعرف أحيانًا باسم "الالتهاب الرئوي السائر" أو "الالتهاب الرئوي المتنقل" لأنه غالبًا ما يكون خفيفًا ويسمح للمصابين بمواصلة أنشطتهم اليومية. ينتشر هذا النوع بشكل خاص في المدارس والمخيمات والتجمعات المغلقة.
• الميكوبلازما التناسلية (Mycoplasma genitalium): تُسبب التهابات في الجهاز البولي التناسلي، مثل التهاب الإحليل (Urethritis) عند الرجال والتهاب عنق الرحم (Cervicitis) والتهاب الحوض (Pelvic inflammatory disease) عند النساء. تُعتبر من الأمراض المنقولة جنسيًا.
• الميكوبلازما البشرية (Mycoplasma hominis): توجد بشكل طبيعي في الجهاز التناسلي للإنسان، لكنها قد تُسبب التهابات في بعض الحالات، خاصةً بعد الولادة أو الإجهاض، أو في حالات ضعف المناعة.

أعراض الإصابة بالميكوبلازما:

تختلف الأعراض باختلاف نوع الميكوبلازما ومكان الإصابة، لكن بشكل عام تشمل:

• الميكوبلازما الرئوية: سعال جاف، حمى خفيفة، التهاب الحلق، صداع، تعب عام.
• الميكوبلازما التناسلية: إفرازات من الإحليل أو المهبل، ألم عند التبول، ألم في الحوض.

تشخيص الإصابة بالميكوبلازما:

يعتمد التشخيص على الأعراض والفحص السريري، بالإضافة إلى بعض الاختبارات المعملية، مثل:

• زرع العينات: أخذ عينات من الإفرازات أو سوائل الجسم وزراعتها في وسط خاص لنمو الميكوبلازما.
• اختبارات الحمض النووي (PCR): للكشف عن الحمض النووي للميكوبلازما في العينات.
• الاختبارات المناعية: للكشف عن الأجسام المضادة للميكوبلازما في الدم.

علاج الإصابة بالميكوبلازما:

نظرًا لافتقار الميكوبلازما للجدار الخلوي، فإن المضادات الحيوية التي تستهدف هذا الجدار، مثل البنسلين، لا تكون فعالة. تُستخدم أنواع أخرى من المضادات الحيوية لعلاج عدوى الميكوبلازما، مثل:

• التتراسيكلين (Tetracyclines): مثل الدوكسيسيكلين.
• الماكروليدات (Macrolides): مثل الإريثروميسين والأزيثرومايسين والكلاريثروميسين.
• الكوينولونات (Quinolones): مثل الليفوفلوكساسين والموكسيفلوكساسين.

يجب استشارة الطبيب لتحديد نوع المضاد الحيوي المناسب والجرعة ومدة العلاج.

الوقاية من الإصابة بالميكوبلازما:

• الميكوبلازما الرئوية: النظافة الشخصية، غسل اليدين بانتظام، تجنب الاختلاط المباشر مع المصابين.
• الميكوبلازما التناسلية: الممارسات الجنسية الآمنة، استخدام الواقي الذكري.

معلومات إضافية:

• قد تستغرق العدوى بالميكوبلازما وقتًا أطول للشفاء مقارنةً بالالتهابات البكتيرية الأخرى.
• قد تُسبب الميكوبلازما مضاعفات في بعض الحالات، مثل التهاب المفاصل والتهاب القلب.
• تُجرى حاليًا أبحاث لتطوير لقاحات ضد بعض أنواع الميكوبلازما.