الخريطة الاجتماعية للصحة والمرض.. العلاقة بين الإصابة بسرطان كرات الدم البيضاء وارتفاع المكانة الاقتصادية والاجتماعية

الخريطة الاجتماعية للصحة هي: الأبعاد الاجتماعية والثقافية المتصلة بالصحة والمرض لدى شرائح اجتماعية معينة في مناطق جغرافية بعينها.

الخريطة الاجتماعية والمرض:

- في المدة من 1851-1960م قدمت خريطة لمرض السرطان في لندن شملت السيدات المصابات بالمرض في تلك الحقبة.

- اتضح منها أن أعلى نسبة وفيات بسبب السرطان حدثت غرب لندن.

- حاول الباحث أن يربط ذلك بالتشكيلات الجيولوجية في المنطقة.

- كما حاول هافيلاند (Havilland) أن يربط بين ارتفاع معدل الإصابة بالسرطان والإقامة بقرب ضفاف الأنهار الكبيرة.

- ترجع المحاولات الأولى لتحديد أسباب السرطان والربط بين المرض والمتغيرات مثل: النوع و المهنة والحالة الاجتماعية إلى ثلاثينات القرن التاسع عشر.
وقد اتجهت بعض المحاولات للربط بين البيئة والإصابة بالمرض.

- حيث اتضح أنه بينما يغلب انتشار سرطان الكبد في موزمبيق فإنه يندر في أوروبا والولايات المتحدة.
بعكس سرطان الرئة الذي يزداد انتشاره في المغرب.

- وفي الوقت الذي ينتشر فيه سرطان المثانة في مصر واليابان.
ينتشر سرطان المعدة وسرطان الجلد في المناطق الحارة من الكرة الأرضية.

- وتفصح الدراسات أنه بينما توجد معدلات للإصابة بسرطان القولون والمستقيم في شمال أمريكا واسكوتلاندا ونيوزيلندا فإن أقل المعدلات توجد في آسيا.

- كما إن معدلات الإصابة بسرطان البنكرياس تزداد في شمال أمريكا، وتوجد المعدلات المتوسطة في أوروبا والدول الأسكندنافية  بينما تقل هذه المعدلات في أفريقيا وآسيا.

- ويرتبط المرض كما ذكرنا بالعديد من الأبعاد الاجتماعية والثقافية.

- فمن المرجح أن سرطان البروستاتا وسرطان الثدي أكثر شيوعاً لدى الأثرياء.

- كما وجد ان سرطان الأمعاء الغليظة يرتبط ببعض العادات الغذائية التي من بينها كثرة أكل اللحوم (وخاصة اللحم البقري) ويتصل كذلك بالإقلال من تناول الحبوب كالقمح والذرة.

- كما توصلت بعض الدراسات إلى ترجيح وجود علاقة بين الإصابة بسرطان كرات الدم البيضاء وارتفاع المكانة الاقتصادية والاجتماعية.

- كما أن نساء الطبقة الدنيا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرحم نتيجة للزواج المبكر وتكرار عدد الحمل.

ومع أن العديد من الدراسات  التي درست هذه العلاقة إلا أن بعض المتغيرات الأخرى كالسن والنوع والعادات الغذائية والموطن الأصلي كان من اليسير الربط بينها وبين الإصابة ببعض أنواع السرطان.

فقد أمكن على سبيل المثال الربط بين سرطان الرئة والفم والحنجرة وأمراض القلب وبين انتشار عادة التدخين وبخاصة بين النساء مما يؤدي كذلك إلى تدني معدل الخصوبة والإسراع بهن إلى سن اليأس.

وهكذا تبدو محاولة الربط بين الأوضاع البيئية والخريطة الاجتماعية لانتشار المرض جديرة بجذب الاهتمام وفي هذا السياق تمكن المشكلة الأساسية، كذلك فان البيئات الفقيرة تعد بؤرة مناسبة لنمو العديد من الأمراض التي تصيب الكبار والصغار والإناث والذكور على حد سواء.

ففي أغلب المناطق الحضرية في الدول النامية يؤدي الضغط الشديد على المسكن والخدمات إلى تهرؤ النسيج الحضري، فالكثير من المساكن التي يسكنها الفقراء مساكن متداعية، وتعاني البنية الأساسية من صور التدني الواضح بسبب شدة الزحام ,ويلحق ذلك بالمواصلات العامة والشوارع وشبكات المياه والصرف الصحي المتهالكة.

ومن الواضح أن نسبة كبير من سكان هذه المدن تحرم عادة من توفر المياه النقية والخدمات الصحية اللازمة.
ويؤدي ذلك إلى تزايد الإصابة بأمراض يعود معظمها إلى أسباب تتعلق بالبيئة.

ومن أمثلتها أمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي بسبب تلوث مياه الشرب واختلاطه بمياه الصرف الصحي.

وهي من الأسباب الرئيسية لتدهور الصحة والوفاة ولا سيما بين الأطفال وفي الأحياء التي يسكنها الفقراء يزداد احتمال وفاة الأم والطفل، بينما يؤدي التراخي في مراعاة الشروط الصحية الضرورية في المدن الصناعية إلى مشكلات عديدة بسبب تلوث الهواء والماء، والتلوث  بالضوضاء والنفايات الصلبة، والحوادث الصناعية وحوادث الطريق.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال