الماء والحياة.. الغشاء البريتوني المغلف للأمعاء ليسهل حركتها ويمنع التصاقها والغشاء البللوري المغلف للرئتين والغشاء التاموري المغلف للقلب

الماء هو سر الحياة وبدونه لا حياة على وجه الأرض منه خلق الله للإنسان والحيوان والنبات والزهور والثمار. قال تعالى: (والله خلق كل دابة من ماء) 45 سورة النور.
وقال سبحانه: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا) الآية 54 سورة الفرقان.
والماء يمثل نسبة 60 % إلي 70 % من وزن جسم الإنسان وإذا نقصت هذه النسبة بمقدار كبير تعرض للضرر، والماء مدر البول ومذيب لحصوات الكلي وطارد للبلغم وعلاج للحمي وكثير من الأمراض 0 ومن الماء تبني جميع سوائل جسم الإنسان.
مثل الدم يحرك الحياة في الدورة الدموية ويتغذي به المخ والقلب والكلي والكبد والرئتان والعينان، ومن الماء يتكون السائل المخي الشوكي الذي يحمي الجهاز العصبي ويغذيه ومنه ماء العين الذي يتم الإبصار وإفرازات المعدة والإثني عشر والبنكرياس والهورمونات التي تنظم وظائف الجسم الحيوية المختلفة.
ويوجد الماء في الغشاء البريتوني المغلف للأمعاء ليسهل حركتها ويمنع التصاقها، والغشاء البللوري المغلف للرئتين ويسهل حركتها ومهم وضروري للتنفس، والغشاء التاموري المغلف للقلب ويسهل حركته، وكل هذه السوائل خلقها الله بقدر معلوم، ويوجد الماء أيضاً داخل الأكياس الزلاليه بالمفاصل ليسهل حركتها كما يوجد في أوعية الجهاز الليمفاوي بجميع أنحاء الجسم ليقاوم الالتهابات ويعمل ضمن جهاز المناعة، ومن اللعاب الذي يفرز أثناء المضغ ليسهل البلع والتمثيل الغذائي، ووجود الماء في هذه الأعضاء بقدر معلوم قدره الخالق الحكيم المبدع بدون زيادة تطغي أو نقص مخل.
" وكل شئ عنده بمقدار" قال تعالى: (قال فمن ربكما يا موسي (49) قال ربنا الذي أعطي كل شئ خلقه ثم هَدَي) الآيتان 49، 50 من سورة طه.
فكل عضو في جسم الإنسان مسخر لما خلق له، وبالقدر الذي يُصلح وتتم به المنفعة فلا زيادة أو نقص ممرض.
والماء سر حياة النباتات والفواكه والخضروات وكل ما في جنبات الأرض من زروع وثمار، قال تعالى: (كُلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لاُولي النهي) الآية 54 من سورة طه.
وبالماء تتغذى الأرض وتخرج النباتات أزواجاً من نباتات مذكرة وأخرى مؤنثة لتستمر الحية علي الأرض بما ينفع الناس والأنعام، قال تعالى: (وانزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجاً من نبات شتى) الآية 53 من سورة طه.
ومن النباتات تستخرج الأدوية والعقاقير التي جعل الله فيها الشفاء من الأمراض والعلل كسائر النباتات الطبية وغيرها، كما يسوق الله النحل بمملكته الكبيرة المنظمة فتجمع من الزهور والثمار ورحيق الأشجار ما يجعله عسلا مصفي سائغاً للشاربين فيه شفاء للناس.
وفي البحار والمحيطات والأنهار تعيش الأسماك بجميع أنواعها وأشكالها لنأكل منها لحما طريا قال تعالي : (وهُو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً) الآية 14 من سورة النحل.
(والبحر يحمل لنا الأثقال لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار) الآية 32 من سورة إبراهيم .
أحدث أقدم

نموذج الاتصال