تاريخ فكرة تنظيم النسل.. من منع الحمل بقتل الأولاد ووأد البنات إلى العزل عند الصحابة إلى تحديد النسل لدى توماس مالتوس

يرجع تاريخ فكرة تنظيم النسل Birth Control باعتبارها عملاً فردياً إلى عهد قديم حيث وجدت أوراق بردى من آثار القدماء المصريين يرجع تاريخها إلى أكثر من تسعة عشر قرناً قبل ميلاد المسيح عليه السلام، سُجِّل عليها طريقة لمنع الحمل مما يستدل به على محاولتهم تطبيق ذلك، ويقول علماء الاجتماع إنه وجد عند الإغريق واليونان والصين القديمة قبل الإسلام في صورة أخرى وهي: قتل الأولاد ووأد البنات.
وكان موجوداً عند بعض القبائل العربية كما سبق  ثم تناول هذا الموضوع علماء الإسلام تحت عنوان "العزل" حيث كان الصحابة يعزلون والقرآن ينزل كما ورد في الحديث الشريف عن عبدالله بن جابر رضي الله عنه والحديث صحيح كما هو معلوم.
وكل ذلك في نطاق فردي لا دخل للسلطة فيه، وأول من نادى بها مؤكداً ضرورة العمل به هو العالم الإنكليزي (مالتس) في أواخر القرن الثامن عشر ميلادي، وقد ألف كتاباً في مشكلة السكان سنة (1798) جاء فيه: إن العالم مُقدم على تزايد هندسي في عدد السكان كل خمس وعشرون سنة، بينما تزايد المواد الغذائية يسير بنسبة حسابية متوالية.
ومعنى هذه النظرية: أن التزايد الهندسي يكون بالضعف دائماً أبداً، فإذا كان عدد السكان مثلاً مليوناً فإنه بعد خمس وعشرين سنة سيكون مليونين، وبعد خمس وعشرين سنة أخرى يكون أربعة ملايين، وبعد خمس وعشرون سنة أخرى يكون ثمانية ملايين، وهكذا.
بينما لو كان الموجود من المواد الغذائية اليوم مليون طن وزاد في خمس وعشرون سنة طناً واحداً فإن الخمس والعشرين سنة التالية يزيد طناً آخر فقط، وهكذا، ففي مئة سنة تكون نسبة زيادة السكان إلى زيادة المواد الغذائية بمعدل (16: 4) أي أربعة أمثال.
وبعد مئتي سنة ستكون النسبة (128 = 8) فقط.
وعلى هذا تكون مجاعـة وكارثة تحيق بالبشر، فنادى مالتوس آنذاك بتحديد النسل تفادياً لهذا الخطر.
ولو رجعنا إلى هذه النظرية لوجدنا أنه مضى عليها أكثر من مئتي سنة ميلادية، وأن الواقع لا يُقرها، وأن العالم ـ ولله الحمد والمنة ـ بخير والمواد الغذائية أوفر من ذي قبل، ووسائل الإنتاج في تقدم، بل إن بعض الدول لتلقي وتعدم بعض منتجاتها الفائضة حفظاً لتوازن الأسعار في الأسواق المحلية والعالمية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال