الهندسة الوراثية وإنتاج الأنسولين: قصة نجاح علمية
تعتبر الهندسة الوراثية واحدة من أعظم إنجازات العلم في القرن العشرين. وقد لعبت دورًا حاسمًا في تطوير علاجات لعدد كبير من الأمراض، بما في ذلك مرض السكري.
اكتشاف تركيب الأنسولين:
بدأت قصة إنتاج الأنسولين بهذه التقنية باكتشاف العالم فريدريك سانجر لتركيب هذا الهرمون الحيوي. الأنسولين هو بروتين تفرزه البنكرياس، ويساعد الجسم على استخدام الجلوكوز (السكر) من الطعام. نقص الأنسولين يؤدي إلى مرض السكري.
البكتيريا كمصانع للأنسولين:
بعد اكتشاف تركيب الأنسولين، بدأ العلماء يفكرون في كيفية إنتاجه بكميات كبيرة وبنقاء عالٍ. وكانت الفكرة هي استخدام البكتيريا كـ "مصانع" لإنتاج الأنسولين.
كيف يتم ذلك؟
- عزل الجين المسؤول عن إنتاج الأنسولين: يتم عزل الجين الذي يحمل الشفرة الوراثية لإنتاج الأنسولين من الخلية البشرية.
- إدخال الجين إلى البكتيريا: يتم إدخال هذا الجين إلى بكتيريا معدلة وراثيًا، مثل الإي كولاي. هذه البكتيريا ستصبح قادرة على إنتاج الأنسولين البشري.
- تكاثر البكتيريا وإنتاج الأنسولين: يتم توفير الظروف المناسبة للبكتيريا لتتكاثر وتنتج كميات كبيرة من الأنسولين.
- تنقية الأنسولين: يتم تنقية الأنسولين المستخلص من البكتيريا ليكون جاهزًا للاستخدام الطبي.
أهمية هذا الإنجاز:
توفير كميات كبيرة من الأنسولين النقي: قبل استخدام الهندسة الوراثية، كان الحصول على الأنسولين يعتمد على استخراجه من بنكرياس الحيوانات، وهي عملية مكلفة وصعبة.
- تقليل التكاليف: إنتاج الأنسولين باستخدام البكتيريا جعل هذا الدواء متاحًا لعدد أكبر من المرضى.
- تقليل خطر التحسس: الأنسولين المستخلص من الحيوانات كان يسبب أحيانًا ردود فعل تحسسية لدى بعض المرضى. أما الأنسولين المنتج بالهندسة الوراثية فهو أكثر نقاءً وأقل عرضة للتسبب في الحساسية.
الخلاصة:
تعتبر الهندسة الوراثية وإنتاج الأنسولين مثالاً رائعًا على كيفية استخدام العلم والتكنولوجيا لتحسين حياة الإنسان. وقد مهدت هذه التقنية الطريق لتطورات طبية هائلة في مجالات أخرى.
التسميات
أنسولين