أهمية الرضاعة من حليب الأم.. احتواء كافة العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الرضيع ومضادات أمراض الطفولة الشائعة كالإسهال أو الالتهاب الرئوي

لبن الأم منحة السماء لزائر جديد أطل على وجه الأرض.
تهيأت لتركيبه مصانع أودعها الله تعالى في جسم الأم، وفاق بتركيبه كل لبن، يمر عبره كل ما يحتاج إليه الطفل من وقاية وغذاء، ويعطي الأم إحساسا يوثق عرى الروابط بينها وبين وليدها.
واقتدت كثيرات من نسائنا في بلادنا العربية والإسلامية بنساء الغرب، فانتشر الإرضاع الصناعي، وأصبح الإرضاع الطبيعي – في وقت من الأوقات – تقليدا من التقاليد القديمة.
وتوالت الصيحات من مختلف الأوساط الطبية في أوروبا وأمريكا تؤكد حقيقة واحدة مفادها أن (لبن الأم هو الأفضل) و تدعو الأمهات إلى العودة إلى لبن الأم.
ورغم تقدم العلوم الطبية، إلا أنها لم تتمكن بحال من الأحوال من إنتاج لبن يشبه لبن الأم، وأنه ليس هناك على وجه الأرض محلول بيولوجي يستطيع أن يغني تماما عن لبن الأم.
فهناك أكثر من مئة أنزيم (خميرة) في لبن الأم، كلها غير موجودة في الحليب الاصطناعي.
وإن لبن الأم يحتوي على حماية مناعية خاصة، وحماية ضد الإنتان غير متوفرة في أي نوع آخر من الغذاء.
وقد دعت منظمة الصحة العالمية إلى مزيد من الاهتمام برضاعة الأطفال الحديثي الولادة بشكل طبيعي من لبن الأم، لما لذلك من دور هام في إنقاذ أرواحهم وتحسين حالتهم الصحية.
وأكدت المنظمة على ضرورة الاقتصار على تلك الرضاعة بدون إضافة أية أطعمة أو سوائل أخرى، حتى وإن كانت ماء، وذلك حتى بلوغ الأطفال ستة أشهر، ثم مواصلة إرضاعهم طبيعيا مع إعطائهم أغذية مكملة حتى بلوغهم عامين من العمر على الأقل".
وصدق الله تعالى حيث يقول: والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة. (البقرة آية 233).

فوائد مؤكدة:
وتشدد المنظمة على ضرورة اتباع ما سمّته عشر حقائق هامة عن الرضاعة الطبيعية، تبدأ من ضرورة البدء بها في الساعة الأولى من ميلاد الطفل، وإرضاعه كلما رغب في ذلك في أي وقت، وتلافي استخدام القارورات أو اللهايات.
وتنبه المنظمة إلى احتواء لبن الأم على كافة العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الرضيع ومضادات أمراض الطفولة الشائعة مثل الإسهال أو الالتهاب الرئوي.
ويؤكد خبراء الصحة العالمية أن الرضاعة الطبيعية "تعود بفوائد على الأمهات، إذ تسهم في التقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبايض، كما تساعدهن على العودة إلى أوزانهن الطبيعية قبل الحمل وتقلص من معدلات السمنة بينهن.
وبينت المنظمة أن آثار الرضاعة الطبيعية الإيجابية على الأطفال تستمر لسنوات طويلة، إذ يتعرضون بنسب أقل لأمراض ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم والسمنة المفرطة، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من ارتفاع نسبة السكر في الجسم، كما يتمتع الأطفال الذين رضعوا بشكل طبيعي بنسب ذكاء أعلى من نظرائهم الذين تناولوا غذاء بديلا عن لبن الأم.
وتؤكد الصحة العالمية أن الألبان الصناعية لا تحتوي على المضادات الموجودة في حليب الأم، وينطوي استخدامها على مخاطر متعددة، مثل عدم نقاء الماء المستخدم في تجهيزها، أو عدم حصول الرضيع على المواد الغذائية بالتركيز المساوي لتركيز حليب الأم، مما يعرضه بسهولة لأمراض سوء التغذية، فضلا عن صعوبة العودة إلى الرضاعة الطبيعية إذا لم تتوفر الألبان الصناعية.
وتوصي المنظمة بضرورة توفير أماكن مناسبة لهن سواء في العمل أو بالقرب منه لإرضاع صغارهن بانتظام، وتوفير السبل المناسبة لتخزين لبن الأم إذا لم يتيسر إرضاع صغيرها بسبب ظروف العمل.
ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، يمكن أن يؤدي الحرص على الرضاعة الطبيعية إلى إنقاذ حياة نحو مليون طفل خلال الأشهر الأولى من حياتهم.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال