صحة البيئة.. حرص الرسول (ص) على تشجيع الزراعة بما يزيد الثروة النباتية

لقد صدق من قال إن الإنسان بدأ حياته على الأرض وهو يحاول أن يحمي نفسه من غوائل الطبيعية ، وانتهى به الأمر بعد آلاف السنين وهو يحاول أن يحمي الطبيعة من نفسه!!.

والتلوث البيئي أحد أكثر المشاكل خطورة على البشرية، وعلى أشكال الحياة الأخرى التي تدب حاليًا على كوكبنا.

وأصبحت خطرا يهدد الجنس البشرى بالزوال، بل يهدد حياة كل الكائنات الحية والنباتات.
وقد برزت هذه المشكلة نتيجة للتقدم التكنولوجي والصناعي والحضاري للإنسان.

فالإنسان هو السبب الرئيسي والأساسي في إحداث عملية التلوث في البيئة وظهور جميع الملوثات بانواع مختلفة.

ويشمل تلوث البيئة كلا من البر والبحر وطبقة الهواء التي فوقها وهو ما أشار إلية القران الكريم في قوله تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون).

فأصبحت الكرة الأرضية اليوم مشغولة بهمومها، فالدفء ألهب ظهرها، وتغيرات المناخ تهدد جوّها، والمبيدات الحشرية قد أفسدت أرضها.
ولقد حذر الله سبحانه في مواضع متعددة من كتابه الكريم من الفساد في الأرض.

والفساد البيئي جزء من هذا الفساد في الأرض بل هو أول ما يتبادر إلى الذهن في هذا المقام.
فقد قال عز من قائل: "كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين" البقرة: 60.

بل قد خصص الله بالذكر ذلك النوع من الفساد الذي يستأصل النبات والحيوان فقال: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في  قلبه وهو ألد الخصام.. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل؛ والله لا يحب الفساد"  البقرة: 205.

وقد حرص النبي (ص) على تشجيع الزراعة بما يزيد الثروة النباتية ويضيف إلى البيئة الصالحة فقال: "لا يغرس المسلم غرساً ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة" رواه مسلم.

ويشهد معظم الناس تلوث البيئة في صورة مكان مكشوف للنفايات، أو في صورة دخان أسود ينبعث من أحد المصانع!!.
وقد يكون التلوث غير منظور ومن غير رائحة أو طعم.

ولكنه كفيل بإضعاف متعة الحياة عند الناس والكائنات الحية الأخرى.
فالضجيج المنبعث من حركة المرور والآلات مثلاً يمكن اعتباره شكلاً من أشكال التلوث.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال