وظائف الكبد.. قياس مستوى الصفراء في الدم. مستوى البروتينيات والألبيومين الكلي. مستوى إنزيمات الكبد. تكوين خلايا الدم الحمراء في الجنين

وظائف الكبد
Liver Functions

يعتبر الكبد Liver أكبر عضو في جسم الإنسان، وهو عضو يمثل البوابة الحارسة للجسم للمواد الممتصة من الأمعاء وأنسجة الجسم المختلفة.

وهو العضو الوحيد الذي يحدد ويحسب إحتياجات الجسم من تخزين المواد الغذائية داخل خلاياه أو تحويلها الى أشكال أخرى للأستفادة منها أو مرورها  خلاله بدون أي تغيير وصولاً إلى أجزاء الجسم للإستفادة منها.

كما أن له أدواراً أساسية  في أيض Metabolism  كل من الكربوهيدرات، البروتينات والدهون.

كـذلك يقوم الكبد بصنع العصارة الصفراوية باستخدام الكوليستيرول ومن ثم إفرازها للحويصلة الصفراوية، بالإضافة الى دوره في تحويل الأحماض الأمينية التي لايحتاجها الجسم إلى يوريا Urea ومن ثم إفرازها للكلى للتخلص منها.

وللكبد دور دفاعي هام حيث يقوم بتحويل جميع المواد السامة من أدوية ومبيدات و مواد غريبة إلى مواد غير سامة، كما يقوم بدور رئيسي في تخزين الحديد وبعض المعادن الأخرى والفيتامينات بداخله لحين الحاجة إليها، هذا بالإضافة إلى دوره الأساسي في حفظ التوازن الهرموني داخل الجسم.

وتتنوع الأمراض التي تصيب الكبد من التهابات كبد فيروسية أو التهابات كبد دوائية وحالات أخرى تنتج من خلل ما في إتمام عملية الأيض، فينتج عنها ظهور حالات مرضية مثل الكبد الدهني غير الكحولي Non-alcoholic Fatty liver Disease (NAFLD) Or Steatosis والتي يمكن أن تتطو إلى الإصابة بالإلتهاب الدهني الكبدي غير الكحولي (Non-Alcoholic steatohepatitis NASH) إلى تليف الكبد Hepato Fibrosis ومن ثم إلى تشمع الكبد Hepato Cirrhosis الـذي يمكن أن يؤدي الى التلف الدائم بالكبد Liver Damage أو إلى الإصابة بتسرطن الكبد Hepatocellular Carcinoma.

وللكبد قدرة منفردة يستطيع من خلالها تجديد خلاياه بنفسه باستخدام الأحماض الأمينية الممتصة من الغذاء كما أن لديه القدرة على القيام بوظائفه الكاملة بشكل طبيعي بواسطة 25% فقط من طاقته وحتى بعد فقدان 75 % من قدرته الوظيفية وهنا تكمن الخطورة حيث يمكن الإصابه بالعديد من أمراض الكبد بدون ظهور أعراض واضحة.

ومن أهم هذه الأمراض مرض الكبد الدهني  Fatty liver والمسمى بالقاتل الصامت (Silent Killer) حيث يمكـــن ان يتطـــور بدون أي أعراض واضحة.

ويعتبر الكبد العضو الرئيس المسؤول عن هضم الدهون الموجودة في طعامنا اليومي إلى أحماض دهنية وجليسرول يمكن للجسم استخدامها في تكوين العديد من الليبيدات لإمدادنا بالطاقة أو للمشاركة في بناء الخلايا أو لتخزينها لحين الحاجة لها  ومن أهم هذه الليبيدات الجلسريدات الثلاثية Triglycerides.

ولعدة أسباب يتم تعطيل أيض الدهون  داخل الكبد حيث تتجمع الجلسريدات الثلاثية داخل قطرات في خلايا الكبد وتكون دهون الكبد، وتستمر هذه القطرات في التجمع إلى أن يتم تعطيل خلايا الكبد عن القيام بوظائفها، ولا تسبب هذه الحالة ألماً واضحاَ ويمكن أن تستمر لفترة  زمنية طويلة دون أن تكتشف.

ولقد أظهرت وسائل التشخيص أنه يمكن اكتشاف المرض إما بارتفاع غير طبيعي لإنزيمات الكبد أو عن طريق ظهور الكبد بشكل لامع ""Bright عن طريق الموجات فوق الصوتية Ultrasound، أو عن طريق أخذ عينة من خلايا الكبد Liver biopsy.

وقديماً رجحت بعض الدراسات إلى أن السبب في الإصابة بالكبد الدهني يرجع فقط إلى  الإفراط في تناول الدهون في الغذاء اليومي، في حين أوضحت الدراسات الحديثة أن السبب يرجع إلى كون الكبد هو العضو الأساسي المسؤول عن أيض الدهون، وبالتالي فإن أي إصابة للكبد تمنع خروج الليبوبروتينات منخفضة الكثافة VLDL المحملة بالجليسريدات الثلاثية منه و التي قد تسبب تجمع الدهون داخله.

كما أن للكبد مهاماً كثيرة أخرى  منها  تكوين خلايا الدم الحمراء في الجنين داخل الرحم و تخزين الحديد وبعض المعادن الأخرى بالإضافة إلى الفيتامينات المهمة في الجسم، كما أن له دوراً اساسيًا في حفظ التوازن الهرموني.

تحتوي وظائف الكبد عن طريق تحليل الدم (Liver Function Tests) ومختصرها LFT'S على:
- قياس مستوى الصفراء في الدم Bilirubin.
- قياس مستوى البروتينيات والألبيومين الكلي Total protein & Albumin.
- قياس مستوى إنزيمات الكبد مثل AST, ALT, ALP, GGT.

ويبين أن مركبات ليبيدية عديدة يتم إنتاجها داخل الكبد (جلسريدات ثلاثية، الفوسفوليبيدات، جليكوليبيدات والكولستيرول استيريز) (Triglycerides, Phospholipids, Glycolipids, Cholesterolesters)، ويبدأ الكبد في تخزين الدهون عند تجاوز تجمع الدهون داخله عن 5% من وزن الكبد.

ويظهر الفحص الميكروسكوبي لعينات خلايا الكبد المصاب حدوث استبدال نواة الخلية الكبدية بقطرة كبيرة من الدهن ثم تصبح كتلة شحمية وغالباً ما تكون من الجلسريدات الثلاثية التي تتجمع في شكل رغوة لتصبح الخلية ذات شكل مسامي مما يؤدي إلى إعاقة عملية الأيض داخل الكبد، وغياب الميتوكندريا Mitochondrial (وهو الجزء المسؤول بالخلية عن عملية التنفس وإمداد الخلية بالأكسجين) وبالتالي يصبح من السهل أكسدة الأحماض الدهنية داخل الخلايا، ويعتبر ارتفاع قيمة جهد الأكسدة داخل الكبد مؤشراً على تطور الحالة المرضية وظهور مضاعفات الكبد الدهني.

وأوضحت الدراسات تعدد مسببات مرض الكبد الدهني حيث ينتشر بين الأشخاص الذين يعانون من البدانة أو مرضى البول السكري أو المرضى المصابين بارتفاع نسبة  دهون الدم وخاصة الجلسريدات  الثلاثية، كذلك ينشأ من سوء التغذية والتجويع ومن محاولات تخفيض الوزن السريع.

وهناك مسببات غير غذائية تسبب تدهن الكبد منها متلازمة ريايز (Reye's syndrome)، ومرض ويلسون (Wilson disease).
كـذلك قد يحدث نتيجة مضاعفات الحمل أو للأشخاص الذين قاموا بعمليات ربط للمعدة أو كنتيجة الإفراط في تناول فيتامين A.
كذلك ينشأ من التسمم ببعض أنواع الفطريات أو استخدام بعض أنواع الأدوية.

ويعتبر مرض الكبد الدهني غير الكحولي السبب الأساسي وراء الإصابة بأمراض الكبد المزمنة وهو السبب الكامن لارتفاع نسبة الإصابة بتليف الكبد في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب ارتفاع نسبة البدانة هناك.