الوقاية من السرطانات الناتجة عن التدخين.. التأثير المخرش والمسرطن للمواد الكيميائية على الأغشية المخاطية للفم والمجاري التنفسية كسرطانات الرئة والبلعوم والحنجرة والمريء

لقد كثر الحديث عن التدخين وعلاقته بالسرطان، نوجز هنا ذلك بما يلي:

اكتشفت الجمعية الطبية لمكافحة السرطان في أمريكا سنة 1948 علاقة التدخين بالسرطان، إلاّ أنها تحت ضغوط شركات الدخان وتهديداتها لم تنشر تقريرها إلاّ في سنة 1952.

والمواد المسببة للسرطان والموجودة في القار (القطران) الموجود في دخان السجائر اكتشف منها حتى الآن 40 مادة مسرطنة أهمها مجموعة من الفحم مائيات (Hydrocarbons) ومجموعة من المواد الأمينية (Nitrosoamins) وأهمها (البنزوبايرين Benzo-pyrine) و (الدايبنزوبايرين  Dibenzo- pyrine).

ويعتبر وجود جزء واحد على البليون منها في الهواء خطراً على الصحة... ومع ذلك فإن دخان السجائر يحتوي على 9000 جزء في كل بليون.

وأصبح من الثابت علمياً اليوم نتيجة الدراسات المختلفة بأن التدخين يسبب أنواعاً متعددة من السرطان في الجسم، بعضها بشكل مباشر بواسطة التأثير المخرش والمسرطن للمواد الكيميائية الموجودة في الدخان والتي ذكرناها على الأغشية المخاطية للفم والمجاري التنفسية كسرطانات الرئة والبلعوم والحنجرة والمريء.

والبعض الآخر بشكل غير مباشر بعد امتصاص المواد الكيميائية المسرطنة الموجودة في الدخان وتمثيل قسم منها من قبل الجسم وإفرازها في الأعضاء البعيدة كسرطانات الكلية، والمثانة، والبنكرياس، وعنق الرحم وربما القولون والمستقيم.

ومن الثابت علمياً أن أنواع السرطان التي يدخل التدخين كعامل مسبب للإصابة بها تعد من أشد أنواع السرطانات فتكاً بالإنسان.

ولا نريد أن ندخل في تفاصيل الإحصائيات، وإنما نقول باختصار شديد بأنه قد ثبت علمياً بأن من يدخن عشرين سيكارة يومياً يواجه احتمال إصابته ووفاته بسرطان الرئة بعشرة أضعاف الذي لا يدخن... وأما من يدخن أربعين سيجارة فإن الخطر يزداد إلى 25 – 35 مرة.

ومن أهم سرطانات الرئة التي لها علاقة بالتدخين سرطان الخلايا القشرية (Squamo – cell carcinoma) وبنسبة 50 % وسرطان الخلايا الشبيهة بحبة الدخن (الشوفان) (Out – cell carcinoma) بنسبة 25 %.

وحكم الشرع بالنسبة للتدخين والمدخنين هو هذا:

من المعروف أن التدخين لم يذكر في أي دين من الأديان ،ولا نجد له ذكراً في القرآن الكريم وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث لم يكن معروفاً في ذلك الزمان.

لذلك لم يأت تحريمه في الكتاب والسنة، وبما أن التدخين ليس مغيباً ولا مسكراً فإنه يعتبر مكروهاً شرعاً لثلاثة أسباب:

1- لضرره بالصحة (إضافة لمسألة السرطان فإن ضرر التدخين على أجهزة الجسم الأخرى معروفة ولا مجال لذكرها).
2 - لإتلافه المال دون فائدة.
 وهذان أمران يتصادمان مع الدين ومع ما يدعو إليه.
3- لأنه يربي الإدمان مما يعوق عن الصوم والعبادات.

إلاّ أنه يمكن اعتبار التدخين حراماً عندما تصبح مواصلته انتحاراً في حالة إصابة المدخن بالذبحة القلبية أو تصلب الشرايين أو سرطان الرئة... الخ.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال