أعلن هارفي ومايو الجراحان الأمريكيان أنهما يريان أن قرحة المعدة تنشأ من التوترات الانفعالية أي من أسباب نفسية.
فلقد كان الرأي الطبي يجمع على أن قرحة المعدة تنشأ من اختلال فحواه أن غشاء المعدة يتآكل بفعل عصيرها الحامض ولكن هذا الاختلاف الوظيفي بقيت أسبابه غامضة.
ونذكر مشاهدات وولف فقد سنح لها أن يشاهد مريضا أجريت له عملية جراحية هيأ له لجراح بها فتحة خارجية في المعدة أشبه شيء بفم معدي.
فكان يمضغ طعامه ويصبه في أنبوبة تدخل إلى المعدة عن طريق هذه الفتحة وراقب وولف خلال هذه الفتحة تأثيرات المنبهات المختلفة في النشاط المخاطي وفى حركة جدرانها فتبين أن كثيرا من الانفعالات النفسية يستثير حركة بالغة وإفراز حامض كثير، وإذا دامت هذه التغيرات مدة كبيرة تبدأ المعدة في التقرح.
ما طبيعة هذه الانفعالات ومصدرها؟
المنهج الذي يتبع في الكشف عن هذا هو التحليل النفسي فتدلنا الملاحظة على انتشار قرحة المعدة لدى الطموحين ورجال الأعمال فإن سلوكهم أنهم ينزعون في غير هوادة إلى مواجهة العقبات ومغالبتها وكأنه يوعز بأنه رجل القدرة والنشاط وأنه الزعيم المقتدر ولا يحتاج شيئا من أحد والناس في احتياج إليه.
ولكن عن طريق التحليل النفسي للسلوك الظاهر فوجد أن هذا السلوك يحوى ميول دفينة تخالفه هي ميول أن يكونوا موضع الحب والعطف، رغبة ملحة في الاتكال على الغير.
بالرغم من انهم يكتمون هذه الميول الدفينة وينكرونها ولكن هذا يضاعف من إلحاحهم أن يكنوا موضع الحب.
أما الدافع إلى تنكرهم هذا فهم يشعرون بما تنطوي عليه من عودة إلى الطفولة.
فالطفل عندما يقدم له الأكل يفرح وإذا جاع يغضب فارتبط استقبال الطعام بالحب وعندما يوصد السبيل دون التماس الحب فإن الحرمان الذي يفرضه هؤلاء المرضى عل أنفسهم لا يلبث أن يستثير وظائف التغذية.
فتنشط المعدة إلى الحركة وإلى إفراز عصيرها كأنها تتأهب لاستقبال الطعام وكلما كان التنكر شديد كان الإلحاح شديد وكان بديلها الفسيولوجي أعلى نشاط المعدة إلى الإفراز كبيرا ولكن الإفراز في هذه الظروف ليس طبيعي لأنه غير مقترن بتناول الطعام بحيث يؤدي إلى تدفق العصير المعوي الحامضي على المعدة مع خلوها من الطعام لابد أن يؤدى إلى اضطراب مزمن، تتآكل غشاء المعدة وتكوين القرحة.
فنرى أيضا يجدون في إقبالهم الشديد على الأكل بديلا عن التماس الحب فيصابون بالسمنة.
وأن تقدم البحوث قد دخل كثير من الأمراض المزمنة أو بعض حالاتها من الأمراض السيكوسوماتية مثل اسكر والضغط والصداع والمفاصل.
التسميات
أمراض نفسية