العلاج الفيزيائي للألم.. الرياضة والتدليك. التبريد. الاستحمام بالمياه الساخنة والمعدنية. التعرض للشمس والاندفان بالرمل

تكلم الأطباء العرب عن العلاج الفيزيائي للألم بشكل عام ولاشك بأن آلام السرطان كانت من جملة ذلك ووسائلهم في ذلك كانت:

1- الـريـاضـة والتـدليـك:

يقول ابن سينا: (ومن مسكنات الأوجاع المشي الرقيق الطويل الزمان).
ويقول الجرجاني: (وينفع في جميع أنواع الصداع مع مادة أو بخارات أن يستعمل في أوله السكون والدعة والنوم وفي آخره عندما تنتهي العلة ويأخذ في الانحطاط أن يستعمل المشي والرياضة أكثر).

ويضع ابن سينا القواعد الأساسية للتدليك كوسيلة لتخفيف الآلام حيث يقول: (الدلك منه صلب فيشدد ومنه لين فيرخي ومنه كثير فيهزل ومنه معتدل فيخصب... وأيضاً من الدلك ما هو خشن أي بخرق خشنة... ومنه أملس أي بالكف أو بخرقة لينة، والغرض من الدلك تكيف الأبدان المتخلخلة وتصليب اللينة... ومن الدلك دلك الاستعداد وهو قبل الرياضة ويبدأ ليناً ثم إذا كاد يقوم إلى الرياضة شدد، ومنه دلك الاسترداد وهو بعد الرياضة ويسمى الدلك المسكن).

ويقول علي بن العباس المجوّسي: (فإن من الاستحمام ما يستعمل مع الدلك والدلك منه ما يكون مع التمريخ بالدهن ومنه بغير تمريخ بدهن).

2- الـتـبـريـد:

يذكر ابن سينا بأن للثلج والماء البارد خاصية في تخدير الآلام فيقول: (ماء الثلج يسكن وجع الأسنان الحارة).
وفي موضع آخر يقول: (والمخدرات أقواها الأفيون...) إلى أن يقول: (ومن هذه الجملة الثلج والماء البارد).

وذهب ابن هبل نفس المنحى فيقول: (والثلج والماء الشديد البرد من جملة المخدرات إذا كثر صبه على العضو وترك فيه).

3- الاستحمام بالمياه الساخنة والمعدنيـة:

لم يذكر الأطباء العرب ذلك لمعالجة السرطان وإنما ذكروه كمسكن للأوجاع ولا شك بأن أوجاع السرطان تدخل في هذا الباب.

يقول الجرجاني في فائدة الحمام الساخن:
(فصار الحمام يفيد البدن بمائه وهوائه التسخين والترطيب وتحليل الفضلات وتوسيع المنافس وغسل الأوساخ وإنضاج الأخلاط ودفعها إلى خارج وتسكين الأوجاع وفش البخارات والرياح وتليين الجفاف... ومن منافعه أنه يجلب النوم).

ويقول المجوّسي: (فأما ما يفعله الاستحمام بالماء في البدن فإن الاستحمام بالماء إما أن يكون بالماء العذب وإما بغير العذب والاستحمام بالماء العذب إما بالحار وإما بالبارد فأما الاستحمام بالماء الحار إذا كانت حرارته ليست بالقوية فإنه يسخن ويرطب ويفتح المسام).

ويقول ابن سينا: (وللحمام فضول من جهة المياه التي تكون فيه...) (والمياه النحاسية والحديدية والمالحة أيضاً تنفع من أمراض البرد والرطوبة ومن أوجاع المفاصل والنقرس...) (وأما المياه الكبريتية فإنها تنقي الأعصاب وتسكن أوجاع التمدد والتشنج).

4- التعرض للشمس والاندفـان بالرمل:

يقول ابن سينا: (وأما التضحي إلى الشمس الحارة وخصوصاً متحركاً حركة شديدة كالسعي والعدو ومما يحلل الفضول... ويحلل الصداع... ونفع أوجاع الورك والكلى... وأقوى الرمال في تشف الرطوبات من نواحي الجلد رمال البحار وقد يجلس طيباً وهي حارة وقد يندفن فيها ينثر على البدن قليلاً قليلاً فيحلل الأوجاع).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال