المحاولات الأولى لعلاج السكري.. غدة البنكرياس في المرضى كانت مصابة بالحصيات وبالأذية النسجية الظاهرة

لقد بدأت محاولات معالجة الداء السكري في مرحلة مبكرة لم يكن يعرف فيها عن المرض سوى البُوال (زيادة كمية البول).

وفي عصر لم تعرف فيه آليات المرض كان من الطبيعي أن تعتمد المعالجة بشكل رئيس على الحمية.
ولعل أول من طبق الحمية بشكل منهجي كان (جون رولو) الذي حقق بوساطتها نجاحاً نسبياً.

وكان (رولو) أول من لاحظ رائحة الأسيتون في أنفاس بعض المرضى.
وفي نفس الفترة لاحظ (توماس كولي) أن غدة البنكرياس في المرضى كانت مصابة بالحصيات وبالأذية النسجية الظاهرة. 

كلود برنار:
 ربما كان (كلود برنار) أعظم شخصية في تاريخ الداء السكري.
فهو رجل درس علم الصيدلة في بداياته ثم اتجه إلى الطب وأصبح أستاذاً لهذا العلم في فرنسا.

وكان صاحب الاعتقاد الشائع ــ في ذلك الحين ــ أن الداء السكري كان ناجماً عن زيادة إفراز السكر من قبل الكبد.

ثم اكتشف العلماء بالتدريج أن هذا الاعتقاد كان خاطئاً ولاحظوا ــ في القرن التاسع عشر ــ أن الأمر متعلق بسوء وظيفة لخلايا تدعى (الخلايا بيتا) الموجودة في جزر خلوية خاصة في غدة البنكرياس والتي تعرف اليوم بجزر (لانغرهانس) الذي كان عالماً ألمانياً وصف هذه الجزر في الحيوانات الثديية في عام 1869.

ثم اكتشف العالمان الألمانيان (مرينغ) و(مينكوفسكي) أن إزالة البنكرياس جراحياً تؤدي إلى الداء السكري في الحيوانات.
وكان ذلك مفتاحاً لمعرفة آلية المرض مما كان يقتضي بالضرورة البحث عن علاج نوعي له.

وقام عالم روماني يدعى (بانلسكو) بمحاولة ذكية حقن فيها حيواناً  بخلاصة البنكرياس فنفق بعد إصابته بالسبات.

ونعرف اليوم طبعاً أن سبب السبات كان نقص السكر في الدم بسبب الجرعة العالية التي حقن بها الحيوان من خلاصة البنكرياس.

ثم لاحظ (كوسماول) العالم الألماني وجود ما يسمى بالسبات السكري (الناجم عن الارتفاع الشديد للسكر والمؤدي إلى تشكل الكيتونات في الجسم).
وفي عام 1906 وصف عالم يدعى (نونين) ما نعرفه اليوم بالحماض السكري.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال