قصة اكتشاف الأنسولين.. من خلاصة شبه نقية للبنكرياس إلى بلورات الأنسولين الصافية

 الأنسولين كان يمثل قصة انتصار العلم على هذا الداء الفتاك (السكري).
ففي عام 1921 وفي كندا كان هنالك طبيب أمراض عظمية (غير ناجح!) يدعى (فردريك بانتينغ) اعتقد من خلال قراءاته عن العلاقة بين البنكرياس والداء السكري أنه كان قادراً على العثور على حل.

وقد بلغ به الجهل أنه لم يسمع بالمحاولات الكثيرة التي أخفقت في الحصول على هذا الحل.
وربما كان هذا أكثر نقطة قوة تمتّع بها!

 وقام بانتينغ بإقناع أستاذ للفيزيولوجيا في تورونتو بمساعدته في مشروعه الكبير.
وشاركهما فيه طالب طب يدعى (بست).
وفي عام 1922 نجح المشروع نجاحاً كبيراً.

فقد تمكن الفريق من الحصول على خلاصة شبه نقية للبنكرياس وتمكن بوساطتها من علاج شاب اسمه (ليونارد تومسون) كان عمره 14 عاماً ويعاني من حالة شديدة من الداء السكري، وتم حقنه بهذه الخلاصة التي سميت (الأنسولين) وكانت النتائج باهرة.

وانتشر الخبر في أنحاء العالم وأصبحت تورونتو (مسقط الأطيار) يأتي إليها الأطباء من كل فج عميق ليتعلّموا كيفية تحضير المادة السحرية الجديدة.

واحتكرت صناعة الأنسولين في أمريكا شركة (ليلي) بينما قام عالم دانماركي يدعى (كروغ) بتأسيس مؤسسة غير نفعية في كوبنهاجن لصناعة الدواء خارج الولايات المتحدة.

ولم تكن المستحضرات المبكرة للأنسولين نقية فقد كانت كل حقنة تتكون من 10 مل (أي حوالي ملعقة كبيرة) فكانت مؤلمة جداً. ثم تم الحصول بالتدريج على أشكال أنقى إلى أن وصل العلاج إلى شكله الحالي.

ثم تم ابتكار الأنسولين طويل التأثير المسمى (لنت) في عام 1954.
وفي عام 1955 تمكن العالم (فردريك سانغر) من جامعة كامبريدج من الحصول على (بلورات الأنسولين) الصافية فحاز على جائزة نوبل.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال