الظروف البيئية المؤئرة في ظهور أمراض النباتات المعدية.. الحرارة. الرطوبة. الرياح. الضوء. حموضة التربة. مستوى الماء الأرضي. المغذيات

البيئة هي العوامل المحيطة بالنباتات من حرارة – رطوبة – ضوء ـ تربة... الخ، وهذه العوامل قد تساعد علي انتشار المرض وحدوث الإصابة وشدتها إذا كانت ملائمة لنمو وتكاثر المسببات المرضية أو تعمل علي زيادة المقاومة للأمراض وعدم حدوث المرض إذا كانت ملائمة لنمو النبات العائل.

والمرض النباتي ما هو إلا تفاعل بين أركان مثلث المرض الثلاثة (النبات العائل – الكائن الممرض – الظروف البيئية).

وأهم الظروف البيئية التي تؤثر على ظهور المرض هي:

1- الحرارة:
يحتاج الكائن الممرض إلي درجة حرارة مثلى في نموه وتكاثره، إن أي انخفاض أو ارتفاع عن هذه الدرجة يؤدي إلي قلة النمو أو توقف الإصابة أو عدم حدوثها، وتختلف مسببات الأمراض في الحرارة الملائمة لها فهناك بعض المسببات تحتاج إلي درجة حرارة منخفضة للنمو والانتشار ولتحدث الإصابة في محصولها مثل اللفحة المتأخرة علي البطاطس والطماطم الذي يسببه الفطر Phytophthora infestanse.

بينما تظهر وتسود أمراض أخري في درجات الحرارة المرتفعة مثل الذبول الفيوزاريومي علي الكتان الذي يسببه الفطر Fusarium oxysporium lini ومرض صدأ الساق الأسود الذي يسببه الفطر Puccinia graminis tritici حيث تستغرق دورة حياة هذا المرض 5- 6 أيام عند درجة الحرارة المثلي (23ºم) بينما تستغرق دورة المرض 22 يوم عند درجة حرارة (5ºم).

2- الرطوبة:
لكل مسبب مرضي درجة رطوبة مثلى يزداد عندها نموه وتكاثره، وإذا زادت أو انخفضت الرطوبة عن هذه الدرجة أصبحت غير ملائمة للكائن الممرض وتهرب النباتات من الإصابة.

وتؤثر الرطوبة العالية علي حث الجراثيم الفطرية علي الإنبات، كما إن الجراثيم الهدبية والخلايا البكتيرية تحتاج إلى وسط مائي علي سطح الورقة لتتحرك فيه وتحدث الإصابة مثال ذلك مرض اللفحة المتأخرة في البطاطس والطماطم، وتفضل بعض المسببات الرطوبة المنخفضة فمثلا جراثيم فطريات البياض الدقيقي تنمو وتكون أنبوب الإنبات حتى في الهواء الجاف.
بالإضافة إلى ذلك فان الرطوبة تعمل علي جعل الأنسجة غضة وعصيرية مما يجعلها أكثر قابلية للإصابة.

3- الرياح:
تلعب الرياح دور في نقل الكائنات الممرضة من مكان إلي أخر كما أنها تحدث احتكاك بين الأجزاء النباتية مما يسبب أضرار لسطوحها تتمثل في الخدوش والجروح ويسهل من عملية حدوث الإصابة عن طريق دخول المسببات المرضية من تلك الجروح.

كما أن الرياح تؤثر بدرجة أقل في تجفيف أسطح النباتات من الرطوبة التي عليها وبالتالي تقلل من الإصابة وخاصة بتلك المسببات التي تحتاج لوجود غشاء مائي علي سطح الورقة لحدوث الإصابة.

4- الضوء:
الضوء أقل تأثيرا من الحرارة والرطوبة علي مسببات الأمراض النباتية ويؤثر الضوء علي إنبات الجراثيم تأثيرا ضئيلا، إلا أن تأثير الضوء يكون واضحا علي التجرثم في بعض الفطريات مثل Alternaria spp، وتشجع الإضاءة الضعيفة علي الإصابة الشديدة ببعض الأمراض مثل إصابة الطماطم بالفطر Cladosprium fulvm. كما أن الإضاءة الضعيفة تساعد علي الإصابة بالفيروسات، وعموما فان الإضاءة الضعيفة تؤدي إلي ضعف النباتات وتجعلها عصيرية ورخوة مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

5- حموضة التربة (PH التربة):
يؤثر الأس الهيدروجيني للتربة علي كثافة وتواجد الكائنات الممرضة وظهور الأمراض فعلي سبيل المثال يظهر مرض الجذر الصولجاني في الصليبيات الذي يسببه الفطر Plasmodiophora brassica في الأراضي الحمضية عند PH ما بين 5.7 – 6.2 ويتوقف تماما عند PH 7.8، بينما يشتد مرض الجرب العادي في البطاطس الذي تسببه البكتيريا Streptomyces scabies في الأراضي القلوية.

6- مستوى الماء الأرضي:
ارتفاع مستوى الماء الأرضي يؤثر مباشرة علي انتشار الأمراض، ويسبب تحديد نمو الجذور في المنطقة السطحية للتربة ويؤدي ذلك إلي إضعافها.

كما أن الري الزائد يؤدي إلي ارتفاع رطوبة التربة وبالتالي يزداد انتشار الأمراض النباتية كما في مرض صدأ الحلويات الذي يسببه الفطر Paccinia pruni-spinosae وكذلك الحال بالنسبة للبكتيريا والنيماتودا.
بينما عملية الغمر قد تساعد في التخلص من الكثير من المسببات المرضية الموجودة في التربة.

7- المغذيات:
النباتات التي تحصل علي تغذية متوازنة (أملاح التربة) تكون أكثر قدرة علي مقاومة المرض، في حين يؤدي التذبذب في كمية العناصر المغذية في التربة إلي نمو النباتات بشكل ضعيف ويساعد علي إصابتها بالمرض.

فمثلا زيادة التسميد النيتروجيني تشجع من النمو الخضري للنبات وتصبح الأنسجة غضة عصيرية ورقيقة الجذر وبالتالي تصبح أكثر قابلية للإصابة بالأمراض مثل الصدأ في القمح واللفحة النارية في الكمثرى والتفاح، بينما أدت إضافة البوتاسيوم إلي الحد من الإصابة بمرض ذبول القطن والطماطم الفيوزاريومي.

وعموما النباتات التي تحصل علي تغذية متوازنة تكون أكثر مقاومة للأمراض من النباتات التي تنمو في ظروف التغذية السيئة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال