تتطوّر معظم أجنّة الحيوانات داخل البيض: لدى المخلوقات التي تتكاثر بالإخصاب الخارجي (في الماء)، يبقى البيض المخصب في الماء، خارج جسم الأنثى، ويتطوّر الجنين فيه، (الأسماك والبرمائيات مثلاً).
لدى معظم المخلوقات التي تتكاثر بالإخصاب الداخلي (على اليابسة)، تضع الإناث البيض المخصب، بحيث يتطوّر الجنين لديها أيضًا خارج جسم الأنثى، داخل البيضة (على سبيل المثال، الحشرات والزواحف والطيور).
المجموعة الوحيدة التي يتطوّر فيها الجنين داخل جسم الأمّ وليس داخل البيضة، هي مجموعة الثدييات.
كيف يزوّد البيض للأجنّة التي داخله الشروط المطلوبة لتطوّرها؟
1- تحتاج الأجنّة التي تتطوّر داخل البيض إلى مخزون غذائي كبير يكفيها طوال فترة تطوّرها.
وبالفعل، البيض الذي تضعه الأنثى يحوي غذاءً: صفارًا غنيًّا بالزلاليات وبالدهنيات، وزلالاً يحوي زلاليات وماءً.
2- تحتاج الأجنّة إلى بيئة مائية لتطوّرها، وتزوّد البيضة هذه الحاجة أيضًا.
في هذا السياق تبرز الملاءمة بين مبنى البيضة والشروط البيئية التي توضع فيها. البيض الذي تمّ وضعه في الماء (على سبيل المثال، بيض الأسماك والبرمائيات)، بسيط نسبيًا، ومغلّف بغشاء دقيق.
مقابل ذلك البيض الذي تمّ وضعه على اليابسة (على سبيل المثال، بيض الزواحف والطيور) يحوي داخله منظومة أغشية تغلّف الجنين، وتحوي الأغشية داخلها سائلاً.
بذلك ورغم أنّ بيضة الزاحف أو الطير قد وُضعت على اليابسة، إلاّ أنّ الجنين يتطوّر داخلها في بيئة مائية.
الغشاء الذي يغلّف الجنين يسمّى السّلى، والسائل الذي يملأ الفراغ الذي بينه وبين الجنين يسمّى ماء السّلى.
ماء السّلى يحمي الجنين من الجفاف وكذلك يمتصّ الاهتزازات والأضرار التي قد تتسبّب للجنين. عادةً يكون هذا البيض محاطًا بقشرة صلبة تزوّد حماية أخرى من الجفاف ومن الإصابات.
3- عن طريق الأغشية التي داخل بيض الزواحف والطيور، تتمّ أيضًا عملية تنفّس الجنين (تبادل الغازات- الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون)، وكذلك عملية التخلّص من إفرازاته.
4- تحتاج أجنّة الطيور إلى درجة حرارة ثابتة لتتطوّر (حرارة جسم الطيور البالغة ثابتة أيضًا). في درجات حرارة أعلى أو أوطأ، تموت الأجنّة.
ترقد الطيور على بيضها، وهذا الرقود يزوّد الأجنّة درجة الحرارة الملائمة لتطوّرها، وكذلك يوفّر حماية من الإصابات ومن المفترِسات.
التسميات
تكاثر