لا يسعنا القول بأن الحياة التي نعيشها مفروشة بالورود حيث أنها والحق يقال يعترضها العديد من الأشواك.
مع هذا وبالرغم من أوضاعنا فنحن جميعاً وبمختلف الوسائل نحاول إطالة أمد هذه الحياة ومبدين ميلاً لتناسي مصائبها وتذكر جوانبها الطيبة فقط.
ومع هذا أيضاً فهناك مهنة واحدة تشكل استثناءً ومن شأنها إطالة أمد الحياة لعد كبير من المسنين أحياناً.
تلك المهنة الاستثناء هي مهنة مربي النحل التي تجعل القائم بها يتمتع بالفرح والخيرات بالرغم من لسعاتها أحياناً.
إن هذا يدفعنا للدهشة من طول العمر الاستثنائي الذي يتمتع به.
النحل وفي كتاب مرموق له عنوانه: "النحل ذلك الصيدلي المجنح" أكد بروفسور /يوريش رئيس الشعبة الطبية لتربية النحل بجامعة العلوم بموسكو هذه الحقيقة مبدياً أن طول عمر النحالين الذين يعرفه الجميع مرده للدور الصحي الفريد الذي يتمتع به العسل.
مما تقدم أؤكد أن النحالين هم أطول عمراً من جميع ما عداهم من الصناعيين لاحظ مثلاً تقدم عمر الأقدمين فديمقريطس الذي عاش عام 460 ق.م يوم لم تكن الصناعة قد ولدت بعد، مات وله من العمر 107 سنوات.
ويوليوس قيصر الذي سأل عضو مجلس الشيوخ الروماني أبولوس روميلوس ماذا فعل حتى مد عمره إلى المائة سنة واحتفل بعيد ميلاده المئوي في حضرته أجابه هذا قائلاً: (العسل من الداخل والزيت من الخارج).
وأما اليوم، فإن حامل لواء طول العمر من الروس هم بمعظمهم من مربي النحل.
ويورد بروفسور/ يوريش قائمة بأسماء هؤلاء في كتابه المذكور آنفاً والصادر عام /1968/ وممن ظلوا أحياء بعدها بخمس سنوات ومنهم: مدجف عضم (107 سنوات)، وفيرا منكينا (107 سنوات)، وأوردال كيما (108 سنوات) ومكسيم ميدوف (110 سنين) وآنا بودولكينا (110 سنوات) وأرتيم لاجياشفيلي (150 سنة) - وقد مات عام 1934 بهذا العمر.
وأما عميد مربي النحل في العالم وهو شيرالي بابا مسلموف فقد عاش 165 سنة ومات في سبتمبر 1973 وقد كان مربي نحل صارم العيش لقب بمتوشلاح الحديث.
لكن هناك خارج روسيا وبالتحديد في أوروبا العديد من طوال العمر الآخرين ومنهم: فرنسوا هوبير وهو مكفوف نجح في تربية النحل بفضل مستخدمه المدعو فرنسوا بورننس ومات عن 105 سنوات.
يرى البروفسور ريمي شوفان وكوريوتي أن الغذاء الملكي ينشط العضوية كلها، ويحسن الشهية ويزيل الشعور بالتعب ويزيد من الطاقات الحيوية للبدن، وهذا حقاً ما يلزم الشيوخ.
ففي عام /1966/ كتب الطبيب الفرنسي ديسترم نتيجة تجاربه عن معالجته لشكاوى الشيوخ بإعطائهم الغذاء الملكي (حقن 20 ملغ يومياً تحت الجلد لـ 134 شيخاً معظمهم في عمر بين 60-80 سنة).
وكانت النتائج إيجابية في 60% من الحالات، فقد ازداد نشاط المعالجين ومحبتهم للعمل والحياة وتحسنت شهيتهم للطعام.
أما البروفيسور بيشيف Piechev وزملاؤه (بلغاريا 1967) فقد أجروا دراسة سريرية على 23 شيخاً مسناً بعمر فوق الـ 60 عاماً.
وتبين أن إعطاء الشيوخ علاجاً مركباً من العسل والغذاء الملكي وغبار الطلع له تأثير منشط جداً حيث تحسنت صحتهم العامة ومزاجهم، وشهيتهم للطعام، كما تحسن نومهم وتراجعت الآلام القلبية واعتدل البول عندهم، كما تناقص كولسترول وضغط الدم عندهم، تحسنت لديهم الوظيفة الجنسية والتنفسية.
والغذاء الملكي له أثر فعال في علاج أمراض الشيخوخة والتهاب البروستات، فقد قام دكتور دسترم Desterum في جامعة بوردو بفرنسا بتجاربه على 134 مريضاً بأمراض مستعصية.
وقد استعمل العلاج بالغذاء الملكي حقناً في 70 حالة، وعن طريق الفم في 64 حالة، وفي حالة الحقن استعملت الحقن في العضلات بمعدل 20 ملليجراماً من الغذاء الملكي المخفف كل يومين لمدة 6-12 مرة تبعاً للحالة، واختار لذلك المسنين ضعاف الأجسام ذوي الحالات النفسية المنهارة من 70-75 سنة، وظهر التأثير بصفة عامة عند الحقنة السادسة أو قبلها، فاستعادوا شهيتهم وبذلك زادت أوزانهم، وفي نفس الوقت عاد إليهم الشعور بالصحة.
وفي حالات المصابين بهبوط في ضغط الدم زاد الضغط لديهم فتمكنوا من الحركة وقاوموا الأمراض، ولكنه لم يؤثر على ضغط المصابين بالضغط المرتفع، وأفاد في التهاب البروستات، وأعاد الدورة الشهرية للسيدات اللاتي بلغن سن اليأس مبكراً وزادت المقاومة ضد الميكروبات، وقد اتضح أن الغذاء الملكي له تأثيره الكبير على من يزيدون في العمر عن 45 سنة.
التسميات
غذاء ملكي