توسع كثير من الناس في هذا العصر في التجمل والزينة في اللباس والمسكن، وتجاوزوا الحدود المألوفة في زينة البدن والجسد، ولم يقتصروا على الأصباغ وغيرها؛ بل وصل الأمر إلى الجراحات التجميلية التي يرون أنها تزيد العضو جمالاً، فانتشرت مراكز وعيادات التجميل، وكثرت العلميات الجراحية التجميلية.
وحيث إن تناسق جسم الإنسان، وتناسب طوله مع وزنه مطلب جمالي لكل أحد، كما أنه وقاية من عدد كبير من الأمراض التي تسببها السمنة والبدانة؛ كمرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني ومرض السكري، وأمراض القلب، وانسداد الشرايين، والآلام المفاصل والظهر.
فقد جمع الله تعالى علم الصحة والغذاء في آية قرآنية من ثلاث كلمات: ﴿يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين﴾[1] قال الدكتور زغلول النجار[2]: "ومن هنا كانت المعجزة الطبية في إمكان التوصل إلى السبب الأساسي لكل داء، وهو الإسراف في تناول الطعام الذي يسبب تخمة تؤدي إلى أمراض جديدة كما كشفتها البحوث الطبية الحديثة المصدر (الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية) لمحمد كامل عبد الصمد"[3].
وسبيل الوصول إلى هذا المطلب (تناسق الجسم) أرشدنا إليه رسولنا الكريم (ص) في حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه: "ما ملأ أدمي وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن أدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"[4].
يقول الشيخ أحمد فريد: (وهذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها، وقد روي أن ابن أبي ماسويه الطبيب لما قرأ هذا الحديث في كتاب أبي خيثمة، قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الأمراض والأسقام، ولتعطلت المارشايات، ودكاكين الصيادلة؛ وإنما قال هذا لأن أصل كل داء التخم، فهذا من منافع قلة الغذاء، وترك التملوء من الطعام بالنسبة إلى صلاح البدن وصحته)[5].
ولكن ابتعادنا عن تطبيق هذه الوصية العظيمة، وانتشار مظاهر السرف والتفنن في الأكلات العربية والأجنبية؛ أدى إلى انتشار السمنة انتشاراً كبيراً، وتوافق معه انتشار لمرض السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني؛ مما أدى إلى تطلع الناس إلى علاج لهذه السمنة دون اتباع حمية غذائية تقلل من السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص، فظهرت عدة وسائل كالعلاج بالإبر الصينية، وربط المعدة، وعمليات شفط الدهون من الأماكن المتراكمة فيها داخل الجسم.
وقد بدأت عمليات شفط الدهون لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية الثمانينات من القرن الماضي[6]، وقد لجأ إلى هذه العمليات كثيراً من المسلمين؛ وخاصةً النساء فقد أجرى موقع لها اون لاين دراسة أظهرت أن أكثر من 30% من النساء الخليجيات يراجعن مراكز التجميل من أجل إجراء عمليات تجميلية من أبرزها: شفط الدهون لإعادة تشكيل القوام[7].
[1]- سورة الأعراف، 31.
[2]- الدكتور زغلول ابن راغب بن محمد النجار، رئيس لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، ومجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، له العديد من الكتب والبحوث في مجال الإعجاز العلمي. انظر: موقع الدكتور زغلول، السيرة الذاتية www.elnaggarzr.com
[3]- انظر: الموقع الرسمي السايق للدكتور زغلول النجار، الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، مقال: بحسب ابن أدم لقيمات يقمن صلبه للدكتور زغلول النجار، بنك المعلومات، حقائق ومصطلحات علمية.
[4] - أخرجه الإمام أحمد في المسند 4/132برقم (17225)، والترمذي في سننه 4/590 برقم (2380) وقال: حديث حسن صحيح.أ.هـ واللفظ لهما. وصححه ابن حبان في صحيحه 12/41 برقم (5236).
[5]- انظر : موقع الشبكة الإسلامية، المركز الإعلامي، أخلاق وتزكية القلوب، مقال بعنوان: فضول الطعام للشيخ أحمد فريد. http/216.176.51.23/ver2/archive/readart.php
[6]- انظر: جريدة الرياض السعودية، العدد (14285) السبت 21/رجب/1428هـ مقال للدكتور: عبد العزيز ابن ناصر السدحان www.alriyadh.com
[7]- انظر: موقع لها أون لاين، مقال بعنوان: 30% من النساء الخليجيات يراجعن عيادات التجميل.
www.lahaonline.com.
التسميات
جراحة تجميلية