مرض الحمى القلاعية
Foot – and – Mouth Disease
تعريف المرض:
الحمى القلاعية مرض حموي حاد، شديد العدوى، يصيب الحيوانات ذوات الظلف، ويتميز بحمى وبظهور قلاعات وتقرحات على الأغشية المخاطية للتجويف الفموي والقناة الهضمية، وفي جلد ما بين الظلفين والصفائح التاجية الظلفية وعلى مناطق الجلد الأخرى الخالية من الأشعار (الضرع والحلمات بشكل خاص)، ويؤدي عند الأغنام إلى خسائر اقتصادية تتجلى بانخفاض الوزن وارتفاع نسبة النفوق عند الحملان والذبح الاضطراري للأغنام نتيجة التهابات الضرع.
تواجد المرض:
الحمى القلاعية مرض واسع الانتشار، فبينما تعتبر كل من أمريكا الجنوبية، إفريقيا، آسيا مناطق يستوطن فيها المرض، تشكل كل من أمريكا الشمالية، استراليا، نيوزيلندا، اليابان، مدغشقر وايرلندا مناطق خالية من المرض، أو مناطق لم يظهر فيها المرض منذ سنوات طويلة، هذا ولقد تم اندحار المرض من دول أوربا منذ الخمسينات من هذا القرن بفضل الإجراءات الصحية وبرامج التمنيع التي اتبعت، وإن كان هذا المرض ما زال يظهر فيها في حالات نادرة واستثنائية.
العامل المسبب:
أربعة أنواع من متعددات الببتيد النوعية للحمة.
تقاوم الحمة الكلوروفوم والأثير وتتميز بعدم ثباتها عند درجات تأثير هيدروجيني 5-6 تتمتع الحمة بمقاومتها للظروف البيئية الخارجية.
فهي تحافظ على قدرتها على حدوث الخمج لوقت طويل في ظروف يتوفر فيها الظلمة والجفاف ودرجات الحرارة المنخفضة، بينما تنخفض مقاومة هذه الحمة في الأوساط الرطبة وبدرجات الحرارة المرتفعة.
تؤثر الأشعة فوق البنفسجية على الحمة متلفة إياها وذلك تبعاً لطول الموجة المؤثرة، وتعتبر الأشعة فوق البنفسجية بموجات طول 26.5 ميكروميتراً أشدها تاثيراً على الحمة، وهذا ويعتقد بأن الأشعة فوق الصوتية لا تملك أي تأثير على هذه الحمة، كذلك تؤثر أشعة الشمس بشكل شديد على الحمة متلفة إياها خلال دقائق أو أيام وذلك تبعاً للحالة التي تتواجد فيها الحمة.
تقاوم الحمة التسخين على درجة حرارة 62-64 م ه لمدة نصف ساعة، بينما يقضي التسخين عند درجة حرارة 80ه م عليها خلال دقيقة واحدة.
يساعد الجفاف على بقاء الحمة حية لعدة أسابيع أو حتى أشهر في الحظائر وفي أصواف الحيوانات، كما تساهم درجات الحرارة المنخفضة عل بقاء الحمة حية لفترة أطول، فالحمة تحافظ على حيويتها عند درجة حرارة -20ه م لعدة سنوات.
هذا ويمكن المحافظة على الحمة بالتجفيد، كما يمكن استخدام الجليسرول مع تركزات عالية من الملح الفسيولوجي لنفس الغرض، يؤثر الفورمالين بشدة على الحمة خاصة بتركيز 0.35-1%.
تحتوي الحمة سبعة أنواع مصلية تتضمن ما لايقل عن 61 نوعا مصليا تتألف بدورها من العديد من العترات المختلفة عن بعضها البعض بخواصها المستضدية.
هذا وتختلف الأنواع المصلية السبعة السابقة الذكر عن بعضها مصليا ومناعيا حيث تعتبر هذه الظاهرة من اهم الظواهر المميزة لهذه الحمة، فالحيوانات التي سبق واصيبت باحد الأنواع المصلية جميعها تظهر نفس الفوعة، الوبائية، فترة الحضانة، الأعراض السريرية والتفيرات التشريحة المرضية.
وبائية المرض:
تعتبر الحيوانات ذوات الظلف أكثر الحيوانات قابلة للإصابة يهذا المرض، حيث تحتل الأبقار المرتبة الاولى في قابلية الإصابة، تليها الخنازير في المرتبة الثانية ومن ثم الأغنام والماعز والجمال والجاموس.
هذا وتشير العديد من التقارير إلى إمكانية إصابة الفيلة، الكلاب، القطط، الأرانب، الجرذان، والإنسان بهذا المرض، أما وحيدات الحافر فلا تصاب مطلقاً به.
تشكل الحيوانات المصابة بالمرض والحيوانات التي ما زالت في فترة الحضانة المصدر الرئيسي للخمج، حيث تقوم بطرح الحمة عن طريق اللعاب والحليب والبول والبراز.
وتشكل الأغشية المخاطية التنفسية والهضمية المدخل الرئيسي للخمج ، حيث ينتقل المرض إلى الحيوانات ذات القابلية للإصابة إما بشكل مباشر من خلال الاحتكاك مع الحيوانات المصابة، أو بشكل غير مباشر عن طريق المواد الملوثة بالحمة كالعلف، ماء الشرب، أكياس العلف، الأجهزة المتواجدة داخل الاحظائر، القش، جدران الحظائر، اماكن صرف المياه، الألبسة، أيدي العمال وأحذيتهم، وسائل النقل...، هذا وتلعب منتجات الحيوانات المريضة كاللحوم ومشتقاتها، الدم والعظام، الجلود والأظلاف، الحليب ومشتقاته دورا كبيرا في انتشار المرض و في تلويث المسالخ وأماكن الحلابة بالعامل المسبب للمرض.
الأعراض عند الأغنام:
تتراوح فترة حضانة المرض ما بين 2-8 أيام، ويكون سير المرض مرضياً وخاصة عند الأغنام الكبيرة، تبدأ الأعراض عادة بترفع حروري غير ملحوظ يستمر يوما أو يومين، وتتشكل على الغشاء المخاطي للفم حويصلات بحجم حبة العدس تشفي بعد 1-2 يوم من ظهورها.
وتعتبر الإصابة الظلفية العرض المميز للمرض عند الأغنام، حيث يلاحظ حدوث عرج عند الحيوانات لمصابة والتي تحاول تجنب أية حركة، كما تظهر الحويصلات بدءاً من اليوم الخامس من المرض على الصفائح التاجية الظلفية وفي الشقوق بين الأظلاف.
كما يمكن أن تظهر وبشكل نادر الفلاغات على الضرع والأعضاء التناسلية، إضافة إلى ذلك يمكن أن تظهر على الأغنام المصابة الأعراض العامة التالية: سيلان أنفي مصلي، إلعاب، أنعدام الشهية، إجهاد وضعف عام، سرعة التنفس والنبض، وفي حالات الإصابة الشديدة يمكن أن تجهض الإناث الحوامل، يستمر المرض عادة حوالي أسبوع وغالباً ما تنتهي الإصابة بالشفاء إذا لم يحدث خمج بالمهاجمات الجرثومية الثانوية.
بعكس الأغنام الكبيرة يسير المرض عند الحملان بشكل فوق حاد وغالبا ما تنفق الحملان قبل ظهور القلاعات نتيجة لالتهاب العضلة القلبية حيث يمكن أن تصل معدل الوفيات حتى 90%.
التشريح المرضي:
يتجلى بتوضع قلاعات في التجويف الفموي وبشكل خاص على اللسان، الشفاه، والصفائح التاجية وجلد ما بين الأظلاف والضرع والحلمات وتكون مليئة بسائل مائي رائق وأصفر محمر، هذا ويمكن أن تمتد الآفات حتى الكرش حيث تكون القلاعات هما ممتلئة بالدم، التغيرات في العضلة القلبية تتميز بظهور خطوط غير منتظمة بيضاء رمادية (قلب النمر) وعند الحملان يلاحظ التهاب غير قيحي في العضلة القلبية.
التشخيص:
تشخيص الحمى القلاعية عند الأغنام لا يعتبر أمراً سهلاً، وعلى جميع الأحوال يمكن الاشتباه بالإصابة عند الأغنام بمجرد مشاهدة عرج عند أفراد القطيع، أو مشاهدة حالات نفوق حادة عند الحملان، ويمكن التأكد من التشخيص بإجراء اختبار تثبيت المتممة لتحديد النوع المصلي للحمة.
التشخيص التفريقي:
يجب تفريق المرض عن التهاب الجلد البثري المعدي، جدري الأغنام، مرض اللسان الأزرق، وعن تعفن الأظلاف.
المعالجة:
لا يوجد علاج نوعي يؤثر على الحمة المسببة للمرض، ولكن يلجأ إلى المعالجة العرضية في المناطق الموبوءة بالمرض بهدف التقليل ما أمكن من الخسائر، وتتضمن هذه المعالجة:
- عزل الحيوانات المصابة وتجنب احتكاك الحيوانات غير الضروري مع بعضها البعض ما أمكن.
- تأثير ظروف الرعاية الجيدة (نظافة، تهوية) وتقديم الماء بكميات كافية والأعلاف الطرية (علف أخضر، نخالة، مطبوخ البطاطا....) وذلك لضمان إقبال الحيوان على الطعام.
- المعالجة بالإمصال المناعية أو أمصال الشفاء في بداية المرض، وذلك من أجل التخفيف من حدة سير المرض كما يمكن لهذه المعالجة أن تحول دون حدوث التهاب العلة القلبية حيث تعطى مصل الشفاء بمعدل أقل والمصل المناعي بمعدل 0.3-0.4 مل /كغ وزن حي.
معالجة الآفات المرضية في الفم والأظلاف والضرع وفق ما يلي:
- غسل الفم بالماء أو بمحلول 0.5% ماء الخل أو بمحلول التريب فلافين 1: 1000 بمعدل 2-3 مرات يومياً.
- غسل الأظلاف بالماء والصابون، ومن ثم معالجتها بأحد المطهرات المعروفة (ليزول، كريولين) بتمديدات عالة أو بمحلول كبريتات النحاس 5%.
- غسل الضرع بالماء الفاتر أو بالماء و الصابون أو بحامض البوريك 2% وذلم قبل وبعد الحلابة.
في حالات المرض الشديدة يجب مراقبة القلب وخاصة في اليوم 5-7 من المرض ، وعند ملاحظة أية اضطرابات وظيفية في القلب يجب لعمل على منع الحيوانات من الحركة، وتخفيف كمية الماء والعلف المقدمة وإعطاء منشطات القلب (بروميد الصوديوم).
الوقاية:
تعتمد الوقاية من المرض على:
- عدم السماح باستيراد الحيوانات ومنتجاتها من المناطق الموبوءة.
- المراقبة الصحية لأسواق الحيوانات، المسالخ، أماكن الحلابة، أماكن تصنيع المنتجات الحيوانية ومحطات التلقيح الصناعي.
- عند ظهور المرض يجب إحكام إغلاق المناطق الموبوءة ومنع نقل الحيوانات.
- ذبح الحيوانات المصابة أو المشتبه والتخلص منها صحياً (بالحرق أو الدفن العميق) كما يجب التخلص الصحي من المواد الملوثة أيضاً (حليب، أعلاف، روث....).
- القيام بأعمال التعقيم اللازمة لجميع الأماكن والأدوات التي كانت تستخدم لهذه الحيوانات.
- التمنيع الفاعل باستخدام لقاح الحمى القلاعية الحويصلي المقتول بالفورمالين والمدمص على هيدروكسيد الألمنيوم أو باستخدام لقاح الحمى القلاعية المنمى على المزارع الخلوية والمقتول بالفورمالين أو الحرارة مع الأخذ بعين الاعتبار أن تحوي هذه اللقاحات على الأنواع المصلية (1-3أنواع مصلية) أو العترات الموجودة في الدولة التي يستخدم فيها هذا اللقاح.
علاقة المرض بالإنسان:
قد يصاب الإنسان بمرض الحمى القلاعية عند تناوله حليباً ملوثاً بالحمة، أو عند احتكاكه مع الحيوانات المصابة (أثناء الحلابة، الذبح ...) أو أثناء التعامل المخبري مع هذه الحمة، تبلغ فترة حضانة المرض 2-8 أيام أو حتى 18 يوماً.
وتبدأ الأعراض بارتفاع في درجة الحرارة، وهن وضعف وضعف عام، أوجاع في الرأس والظهر، ثم لا تلبث أن تظهر حويصلات يبلغ حجمها حجم حبة العدس، تتوضع على الغشاء المخاطي للفم والبلعوم واللسان والشفاه وبين أصابع القدم واليدين.
هذه الحويصلات لا تلبث أن تنفجر مخلفة وراءها تقرحات تشفى خلال أسبوعين، أحياناً تتشكل من هذه التقرحات ندبات نتيجة الإصابة بالمهاجمات الجرثومية الثانوية، كما يمكن أن تظهر على الإنسان نتيجة الإصابة أعراض عامة تتجلى بدوخة، قيء، إسهال، تشنجات معدية واضطرابات ف الدورة الدموية.
التسميات
أمراض مشتركة