عمـى الألوان (الدالتونية).. عدم القدرة على رؤية بعض الألوان والتمييز بينها أو عدم القدرة الكاملة على رؤية أي لون

عمـى الألوان (الدالتونية)
Le daltonisme 
الألوان ضرورية في حياتنا اليومية و تؤثر علينا، و تُضيف الألوان إلى حياتنا طابع خاص لا أستطيع أن اشرحه سوى أن أقول لكم تخيلوا الحياة أبيض و أسود فقط! فماذا تكون حالنا؟

كيف نرى الألوان حولنا؟
الإنسان يُبصر الأشياء حوله بوقوع الضوء عليها و انعكاسه إلى العين ليقع على الشبكية التي تحول طاقة الضوء إلى إشارات كهربائية تعبر إلى المخ عن طريق العصب البصري والذي بدوره يترجمها إلى ما نراه من حولنا و بالألوان.
 تحتوي شبكية عين الإنسان على نوعين من الخلايا الحساسة للضوء (المستقبلات):

- الخلايا العصوية (فعالة في الضوء الخافت أي في الظلام) أي مسؤولة عن البصر بالأبيض والأسود.
- الخلايا المخروطية أو تسمى الأقماع (فعالة في ضوء النهار الاعتيادي) وهي مسؤولة عن رؤية وتمييز الألوان عن بعضها.

الخلايا المخروطية فيها ثلاث أنواع من خلايا هي على التوالي: خلايا للضوء الأحمر، خلايا للضوء الأخضر وخلايا للضوء  الأزرق (على فكرة أن اللون الأزرق والأحمر والأخضر هي الألوان الأساسية أما باقي الألوان الأخرى فهي مزيج من الألوان السابقة الذكر) هذه الثلاث أنواع من الخلايا تمزج الألوان هذه بدرجات مختلفة لإنشاء الألوان الجديدة.

في حالة الشخص المصاب بعمى الألوان، فإن خلايا اللونين الأحمر والأخضر تكون متشابهة إلى حدٍ كبير، مما يجعلهما تتعرفان على اللونين معاً، مما يسبب خلط غير طبيعي في رؤية اللونين وحدوث تشتت في الرؤية.

ما هو عمى الألوان (achromatopsie)؟
العالم الكيميائي الانكليزي جون دالتون "John Dalton" هو أول من نشر موضوع عن عمى الألوان  بعدما اكتشف بأنه يعاني منه، وبسبب اعمال دالتون في هذا المجال فتسمى هذه الحالة بالدالتونية "Le daltonisme".

عمى الألوان هو عدم القدرة على رؤية بعض الألوان و التمييز بينها أو عدم القدرة الكاملة على رؤية أي لون.
و ينتج عن نقص في إحدى أنواع الخلايا المخروطية أو غيابها جميعاً.

هنالك ثلاثة أنواع من عمى الألوان الأكثر شيوعاً:
1- عمى الألوان الأحمر - الأخضر و هو الأكثر حدوثاً ببين الناس، ويُصيب تقريباً 8% من الرجال وأقل من 1% من النساء.
وينتج عن غياب الخلايا المخروطية الحساسة للون الأحمر أو اللون الأخضر. 

2- عمى الألوان الأزرق – الأصفر  و ينتج عن غياب الخلايا المخروطية الحساسة للون الأزرق وهو نادر الحدوث. 

3- عمى الألوان الكامل و ينتج عن غياب الخلايا المخروطية تماماً من شبكية العين حيث تحتوي على العُصيات فقط  حيث لا يرى المُصاب سوى بالأبيض و الأسود و هو مرض نادر جداً جداً.

ما هو التفسير الوراثي للإصابة بالمرض؟
عمى الألوان مرض وراثي، أي ينتقل عن طريق الصبغيات الوراثية أي الكروموسومات Chromosomes، وينتقل بالضبط عن طريق الصبغيات الجنسية Chromosomes sexuels.

يتصف هذا المرض بأنه صفة وراثية متنحية أي أن الجين (المورثة) المسؤولة عنه متنحية زد على ذلك أن هذه الصفة توجد على الكروموسوم (X) فقط أي هو الذي يحملها فقط، أما كروموسوم (Y) فلا يحمل هذه الصفة.

و بما أن المرأة تحتوي في كل خلاياها الجسمية على كروموسومي الجنس X X، فإنه يمكن أن توجد بها صفة عمى الألوان على كلا الكروموسومين، وبذلك تكون المرأة مصابة بالمرض.

وفي حالة وجود الصفة المسببة للمرض على كروموسوم واحد من كروموسومي الجنس، معنى ذلك أن الكروموسوم الآخر X يحمل صفة تمييز الألوان وهي صفة سائدة أي تتغلب على صفة المرض.
ولذلك لا تعتبر هذه المرأة مصابة بالمرض ولكنها تعتبر حاملة له.

أما الرجل فتحتوي خلاياه الجسمية على كروموسومي الجنس X Y، ولهذا فإن وجود الصفة المسببة للمرض على كروموسوم X يكفي لإصابته بالمرض لأن كروموسوم Y لا يحتوي على تلك الصفة، فيكفي مورثة واحدة حتى يصاب الذكور به.

أما الإناث فيلزمها مورثتان حتى تصاب بهذا المرض، لذلك فإن الرجال أكثر إصابةً به من النساء، حيث تبلغ نسبة إصابة الرجال به 8- 10 % ، ونسبته عند النساء أقل من 1 %.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال