الدودة المثقبة الكبدية - متفرع الخصية الصيني: العدو الصامت في الكبد - من البيضة إلى المرض

ما هي الدودة المثقبة الكبدية؟

الدودة المثقبة الكبدية (Clonorchis sinensis)، المعروفة أيضًا بمتفرع الخصية الصيني، هي نوع من الديدان الطفيلية المسطحة التي تصيب الكبد والقنوات الصفراوية للإنسان والحيوانات الأخرى، خاصة في المناطق الآسيوية. تتغذى هذه الدودة على خلايا الكبد والصفراء، مما يسبب أضرارًا جسيمة للمضيف.

دورة حياة الدودة المثقبة الكبدية:

تتميز دورة حياة هذه الدودة بالتعقيد، حيث تتضمن عدة مراحل ومضيفين وسيطين. تبدأ الدورة بوضع البيض من الدودة البالغة داخل الكبد، وتخرج هذه البيوض مع البراز إلى الماء. بعد ذلك، تفقس البيوض وتتحول إلى يرقات تلتصق بالقواقع، ثم تتحول إلى يرقات أخرى تسبح بحرية. وعند ابتلاع هذه اليرقات من قبل الأسماك النيئة أو غير المطهية جيدًا، تتحول داخل الأسماك إلى اليرقات النهائية. وعند تناول الإنسان أو الحيوان للأسماك المصابة، تنتقل اليرقات إلى الكبد وتبدأ دورة حياة جديدة.

أعراض الإصابة بالدودة المثقبة الكبدية:

تختلف أعراض الإصابة بالدودة المثقبة الكبدية باختلاف شدة الإصابة وحالة الجهاز المناعي للمضيف، وقد تكون الأعراض خفيفة أو غير موجودة في بعض الحالات. من أبرز الأعراض:

• أعراض هضمية: مثل ألم في البطن، وإسهال، وفقدان الشهية، واليرقان.
• أعراض عامة: مثل التعب والإرهاق، والحمى، وفقدان الوزن.
• أعراض كبدية: قد تؤدي الإصابة المزمنة إلى تليف الكبد وزيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد.

طرق الوقاية من الإصابة:

أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بالدودة المثقبة الكبدية هي تجنب تناول الأسماك النيئة أو غير المطهية جيدًا، خاصة في المناطق الموبوءة. كما ينصح بغسل الخضروات والفواكه جيدًا قبل تناولها، وشرب الماء المفلتر.

التشخيص والعلاج:

يتم تشخيص الإصابة بالدودة المثقبة الكبدية عن طريق فحص البراز للكشف عن بيوض الدودة، أو عن طريق الفحص المجهري للعينة المأخوذة من الكبد. أما العلاج، فيعتمد على نوع الدواء ومدته، ويجب أن يتم تحت إشراف طبيب متخصص.

العلاجات الشائعة:

• الأدوية المضادة للطفيليات: مثل البرازيكوانتيل.
• الجراحة: في الحالات المتقدمة، قد يلزم إجراء عملية جراحية لإزالة الديدان أو الأجزاء التالفة من الكبد.

المضاعفات المحتملة:

إذا لم يتم علاج الإصابة بالدودة المثقبة الكبدية، فقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل:

• تليف الكبد: وهو تندب الكبد وتلفه بشكل دائم.
• سرطان الكبد: هناك علاقة بين الإصابة المزمنة بالدودة المثقبة الكبدية وزيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد.
• الالتهابات البكتيرية الثانوية: قد تسبب الدودة المثقبة الكبدية التهابات بكتيرية ثانوية في الكبد والقنوات الصفراوية.

الوقاية خير من العلاج، لذلك يجب اتباع النصائح الوقائية لتجنب الإصابة بهذه الدودة الطفيلية.